《مسودة جنيف 2 جاهزة للتوقيع》

2015/12/15 الساعة 12:50 صباحاً
تلوح في اﻷفق إنفراجة لﻷزمة اليمنية برمتها وعلى المستويين الجنوبي والشمالي وربما تكون على نطاق أوسع على المستوى المحافظات الجنوبية، فالشخصيات الجنوبية التي وصلت اﻹمارات العربية المتحدة وعلى رأسها الرئيس الجنوبي اﻷسبق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء السابق المهندس حيدر أبوبكر العطاس ونائب الرئيس اليمني السابق الفاشل علي سالم البيض وبعض القادة الجنوبيين وإجتماعهم بقادة دولة اﻹمارات المتحدة لهو دليل يؤكد بأن هناك تقارب جنوبي جنوبي وتحت رعاية القيادة السياسية الإماراتية والسعودية اللتان تلعبان دورآ محوريآ لتوحيد الرأي الجنوبي لتلك الشخصيات آنفة الذكر. فيما سبق وخلال المراحل السابقة منذ إستقلال الجنوب اليمني عن اﻹحتلال البريطاني كان الشعب الجنوبي هو الضحية اﻷوحد في كل تلك الصراعات التي كانت تدور بين القيادة السياسية منذ الإستقلال وحتى قيام الوحدة اليمنية، وبعد الحرب الظالمة في صيف 1990م زادت معاناة وآلام الشعب الجنوبي من قبل الدكتاتور المخلوع علي صالح وزبانيته وكذلك بعض المرتزقة واﻷذناب المحسوبين على الجنوب، وبارقة اﻷمل التي لاحت في العام 2011م فيما يسمى ثورات الربيع العربي كانت هي بمثابة طوق النجاة للشعب الجنوبي، ومرورآ بالحرب الظالمة التي أعلنتها المليشيا اﻹنقلابية حتى اﻹنتصار العظيم الذي حققته المقاومة الجنوبية بمساندة دول التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة اﻹمارات العربية المتحدة وكذلك شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والتي لولاها لما كانت دول التحالف لديها الشرعية للتدخل حتى في إطلاق رصاصة واحدة ولما كانت المقاومة الجنوبية تستطيع الصمود لنهاية الحرب وتنتصر، ومثلث اﻹنتصار هذا أعاد اﻷمل لكافة أبناء شعب الجنوب، أما التقارب التي تسعى إليه دولة اﻹمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لهو تحصيل حاصل ولكنه ضروري لتوحيد كلمة الجنوبيين فيما إذا كان هناك قرار أممي بفصل الجنوب عن الشمال أو تحويل شكل الدولة لإقليمين جنوبي وشمالي أو لإقليمين في الشمال وإقليم في الجنوب وهذا اﻷخير في رأيي المتواضع هو القسمة العادلة التي يمكن أن يتعايش معها كافة اﻷطراف دون أن يشعر أي طرف بالظلم. نأتي اﻵن للداعم الخفي الذي سيدعم كل تلك الرؤى المطروحة وهو مؤتمر جنيف 2، هناك بعض المزايدين يرون أن مؤتمر جنيف لن يغير شيء على أرض الواقع وأن المليشيا اﻹنقلابية ستسعى لإستعادة اﻷنفاس وستؤول هذه المفاوضات بالفشل كسابقتها، والحقيقة تقول بأن هذا المؤتمر سيكون مختلفآ عن سابقه لأن الذي يسعى إليه هو تلك المليشيات فهزائمها على أرض المعارك توالت وتلاحقت وهي اﻵن تحاول أن تحافظ على ماء الوجه وسترضى بكل الحلول المطروحة لاسيما بأن هذه المفاوضات ستكون بشكل سري غير معلن حتى على مستوى اﻹعلام وهذا المقترح خرج من أروقة مجلس اﻷمن والذي يقال بأنه لن يرضى بفشل هذا المؤتمر حتى تهدأ هذه المنطقة بمن فيها، وحسب إعتقادي بأن مسودة اﻹتفاق هذه جاهزة ولاينقصها سوى التوقيع عليها من كافة اﻷطراف المتنازعة وتلك اﻹجتماعات ماهي إلا شكلية حتى تعطي شرعية دولية لمسودة اﻹتفاق تلك. كل ماذكرته آنفآ لم يكن إلا إجتهادات شخصية حسب قراءتي لكل تلك اﻷحداث الماضية وغدآ سنرى ماستؤول إليه هذه الإجتماعات.. وإن غدآ لناضره قريب. ودمتم.. علي هيثم الميسري