《الوضع في عدن من سيء إلى أسوأ》

2015/12/21 الساعة 01:14 صباحاً

 

  كل المؤشرات في المحافظة عدن تدل للعيان بأنها لم يتغير بها شيء سواء في سلوك الناس أو في الوضع اﻷمني وأيضآ لازلنا نرى الدمار الذي خلفته الحرب يراوح مكانه وكذلك المشاريع التنموية التي تتغنى بها الحكومة لم ترى النور بعد، أما بالنسبة للغلاء المعيشي فحدث ولا حرج، فعندما نرى الحركة التجارية في البيع والشراء نعتقد بأن اﻷمور تسير على خير مايرام والحقيقة تقول عكس ذلك، فالبيع والشراء جله لايتم إلا بين التجار الجشعين والموظفين المرتشين والمختلسين أو بين التجار فيما بينهم أو أولئك التجار واللصوص الذين إستفادوا من هذه الحرب من خلال الفيد الذي تم بمجرد أن وضعت الحرب أوزارها، فقد سمعنا بأن الكثير من الوزارات واﻹدارات الحكومية والسفارات قد نهبت محتوياتها ولم يتبقى فيها إلا التراب في أرضياتها حتى المدارس لم تسلم من السرقة والنهب، وهؤلاء الناهبين للتغطية على أفعالهم يسمون أنفسهم المقاومة الجنوبية ويعتقدون بأنهم قد غطوا نور الشمس بغربال ولايدرون بأن محاسبتهم ومحاكمتهم على أفعالهم المشينة لم تحن بعد، أما أفراد المقاومة الحقيقيون قد عادوا إلى منازلهم وأعمالهم والكثير منهم يستلمون مؤونتهم من الهلال اﻷحمر اﻹماراتي والمنظمات الإنسانية.
  خلاصة القول بأن الحياة العامة في المحافظة عدن زادت سوء على سوء، فالجميع يعلم مابها من سوء أما السوء الذي زادها سوءآ هو أن ترى نصف سكانها مدججين بالسلاح ومايزيدنا ألمآ على ألم هو بدلآ من أن نرى أطفالها يحملون الشنط المدرسية على أكتافهم نرى أكتافهم وقد مالت من السلاح الذي يحملونه.
  الكثير من الناس أصابهم اليأس والإحباط من كل هذه اﻷوضاع المزرية والمشاهد التي يرونها يوميآ، فكل الذي تغير هو رجال المرور الذين زادوا وتكدسوا بالشوارع والطرقات ولكن وجودهم لﻷسف مثل عدمه، فجميع المخالفات المرورية في النظام العالمي للمرور نراه يمارس في العاصمة الحضارية عدن.
  أكثر مايحيرني هو كلام الكثير من الناس وهم يقولون بأن اللوبي الجنوبي الفاسد لايزال يمارس مهامة بكل أريحية في جميع المرافق الحكومية وكأننا نعيش في فراغ حكومي أي بمعنى آخر لاتوجد حكومة على اﻹطلاق. وعلى سبيل المثال وليس الحصر يقال بأن اللوبي الجنوبي الفاسد في زمن المخلوع في مصافي عدن لايزال يمارس الفساد في هذا الكيان، فإسطوانات الغاز متوفرة على قارعة الطريق أو نراها تباع على شاحنات خاصة لبعض التجار ولا تباع في نقاط البيع التابعة لوزارة النفط وتباع بسعر باهظ جدآ وخيالي، فالمواطن العادي لايستطيع أن يشتري إسطوانة غاز يتراوح سعرها مابين 5000 إلى 6000 ريال وعبوتها غير ممتلئة، فاﻹسطوانة الإعتيادية سعتها 25 لتر والتي تباع بالسعر الباهظ عبوتها حوالي 12 لتر، وهنا نسأل من المسؤول عن ما يحصل في مصافي عدن؟ ولماذا تباع اﻹسطوانةالعدنية بهذا السعر الباهظ واﻹسطوانة التعزية والصنعانية تباع بسعر يتراوح مابين 1500 إلى 3000 ريال وبعبوة ممتلئة كاملآ؟
  الكثير من الناس أشادوا بتعيين المحافظ الجديد العميد عيدروس الزبيدي وتفاءلوا خيرآ به والبعض منهم إعترض على هذا التعيين بحجة أن اﻷخ عيدروس الزبيدي من محافظة ومقاومة الضالع وكان اﻷجدر بالتعيين قائد من مقاومة ومحافظة عدن، وجاء الرد بأن هذة المرحلة تتطلب قبضة حديدية وفخامة رئيس الجمهورية يرى في العميد عيدروس الزبيدي قبضة حديدية لم يراها غيره وكذلك توجد قبضة حديدية أخرى في أبناء الضالع وهي قبضة العميد شلال علي شائع لذلك عينه مدير أمن محافظة عدن، فلدينا اﻵن قبضتان حديديتان تستطيعان أن تعيدان اﻷمن واﻷمان إلى المحافظة عدن لاسيما بأن أصحاب تلك القبضتان الحديديتان قد تعهدا في وقت سابق بأن أولى أولوياتهما أن يقضيا على اللوبي الفاسد الذي نخر في عظام المحافظة عدن وأخل بأمنها، ونناشد جميع أبناء هذه المحافظة أن يقفا معهما في مهامهما ويجعلون من أنفسهم رجال أمن حقيقيون، والمقولة التي نسمع عنها بإستمرار وأصمت مسامعنا (يدآ واحدة لاتصفق)، كما يجب علينا جميعآ أن نتحول إلى رجال إعلام ونكتب في جميع المواقع اﻹلكترونية والصحف الورقية عن كل سلوك مشين من أي فرد وكل فاسد ومختلس ومرتشي وكل فرد من أفراد اللوبي الجنوبي العفاشي بدلآ من أن نتراشق فيما بيننا بإسلوب مناطقي وأيضآ ننسى خلافات الماضي وأن نترفع عن إنتقاد فخامة رئيس الجمهورية وطريقة إدارته للبلاد وتعييناته التي يراها البعض ليست في محلها فهو القائد والربان الذي سلمناه دفة القيادة لسفينة الوطن ومن ثم سنرى وقد عاد إلينا جنوبنا بعد أن كان عالقآ في براثن العفاشي المخلوع وعائلته ومرتزقته الشماليين والجنوبيين.

ولكم مني خالص التحايا..

علي هيثم الميسري