* بقلم: عبدالوهاب العمراني
لا ينبغي ان تُقراء الأمور من وسط أو آخر الصفحة ، بل تتبع خيوط الأحداث منذ بدايتها ، فإسقاط المدن كان قبل (ضربات التحالف) وضرب عدن بالطائرات قبل 300 يوم وفرض رؤية واحدة بالأستقواء بمقدرات الدولة كان قبل كل (عاصفة العجز) ، ومن هنا فالراصد للمشهد اليمني عليه أن يبحث عما وراء الأسباب ، الإشكال في اليمن داخلي وغدا قضية إقليمية .
بداية الحرب حماقة يمنية بالقفز على الإجماع وخلط الأوراق وإعادة اليمن للمربع الأول ، لكن نهاية الأمر غدت قضية إقليمية ودولية .
ما حدث ويحدث اليوم هي إفرازات وتبعات وتناقضات داخلية منذ أكثر من نصف قرن كان الإطاحة بالرئيس السابق وهوسه للعودة للسلطة بالتوريث كان بداية الفصل الثاني لمأساة اليمنيين وكل هذه التداخلات وتقاطعات المصالح الداخلية والإقليمية بخلفية نظرية المؤأمرة كانت كبركان يغلي وبرميل باروت يحتاج فقط لعود ثقاب لمن يبدأ بإشعاله كانت خطوة ميليشيا الحوثي هي من أشعل عود الثقاب ، وفتحت أبواب جهنم على اليمنيين.
كان بداهة ان يكون لما بعد 21 سبتمبر ما بعده .. وبعد أن تضع الحرب أوزارها بصيغة أو بأخرى طال الزمن او اقصر سيكون لها تبعات قاسية مؤلمة اجتماعية واقتصادية وسياسية ، وطي صفحة الحوثي قد يحتاج لسنين طويلة ، لعل خطورة مفاوضات الأمر الواقع التي تقايض معاناة إنسانية بمكتسبات سياسية مستقبلية ليس فقط تعطي هؤلاء دور مستقبلي بل يضعون ويرسمون ملامح المستقبل وفق مشيئتهم أي تكرس رؤية العابثين باليمن لعقود وطرفي الانقلاب وسينتج بداهة واقع مُسخ ليضل اليمن رهين صراع طائفي مناطقي عموما .
ستضع الحرب اوزراها ذات يوم بطريقة أو بأخرى طال الزمن او قصر وسوف سوف يصحى اليمنيون على واقع مؤلم مثل عراق اليوم مع الفارق ان العراق غني بثروته ، ويومذاك ستفرض عبارة « راحت السكرة وجاءت الفكرة »كواقع مؤلم ومخيف عندما يستفيق اليمنيون ووطنهم مدمر وبنية تحتية شبه مُنهاره ، ونسيج اجتماعي تفرقت به أيادي سباء وغدا الجميع يكره الجميع بفعل هزة عنيفة بدأت يوم أن وطئت ميليشيا الحوثيين صنعاء وفتحت أبواب جهنم على هذا الشعب المنكوب بحكامه ، ودأب اليمنيون بقصد أو بدون قصد البحث عن مسوغات لفشلهم بالتنفيس على نظرية المؤامرة ، وبرغم أن الأمم قد «،تكالبت على اليمن كما تتكالب الأكلة على قصعتها » ، إلا انه لا مناص في القول بأن الإشكال يمني يمني أساساً ..
وحتى يستقر اليمن وبرؤية إستراتيجية ينبغي ليس فقط تواري ثلاثي العبث (صالح-ميليشيا الحوثي-هادي) بل يحاكم فيه ليس فقط أولائك الذين يقترفون الجرائم في حق المدنيين في اليمن، بل أيضاً سيحاكم كل من وقف ضد تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية محايدة ومتخصصة لكشف انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني في كل اليمن ومن كل الأطراف. سواء كانت إقليمية أو وكلائهم المحليين ، معركة النخب الوطنية المتنورة ستكون في الاتجاه القانوني وليس التمويه بمسوغات وتبريرات حسب رؤية هذا الطرف او ذاك
اليمن يضيع ويتمزق والمواطن يسحق ويموت قصفاً وجوعاً وبرداً وتشرداً ولن تقوم لليمن قائمة طالما بقى من عبث باليمن لعقود وكذا حليفه من قفز على الإجماع باختطاف الدولة واستدعى العدوان ونكل باليمن ، ليس منطقياً ولا يعقل وبناء على مسوغات ماجرى ويجري وبعد كل هذا الدمار أن يساهم هؤلاء في رسم ملامح المستقبل..