إستبق اليمنيون كل شعوب الأرضِ في البحث عن علةِ الوجود والكشف عما وراء الطبيعة ، لم يعبدوا الأصنامَ ولا النارَ ، بل سجدوا للشمس وآمنوا بالقمرِ (آلهة المقه) ، ثم دخلوا في اليهودية ، كما اعتنقوا المسيحية فالإسلام بحثاً في كل مرةٍ عن إجاباتٍ شافيةٍ لأسئلتهم الروحية والتاريخيةٍ الكبرى ، وسعياً إلى صياغة نظام حياةٍ كاملٍ وشاملٍ وعادل ..
إبتكروا واحدةً من أقدم اللغات في العالم ، وكانت لهم الريادة في تدوين خبراتهم ونظرياتهم في علومِ الفلكِ والزراعةِ والرياضيات وغيرها ، حيث أودعوها في نقوشهم الأثريةِ لتتداولها الأجيالُ وتحفظها ذاكرةُ الحجر ..
لم يكن اليمنيون أبداً شعباً يقتاتُ على غزو بلدان الآخرين ونهبها ، بل كانت بلادهم هي ذاتها عرضةًً لأطماعِ الغزاةِ من برتغاليين ورومان وأحباشٍ وفرسٍ وأتراكٍ وإنجليز ، ولم يُسْرِج اليمنيون يوماً خيولهم خارج أرضهم إلاَّ فرسان فتوحات ، بُناةً للحضارات ، مبلغين لرسالاتِ التوحيد ، ودعاةً لمكارمِ القيم والأخلاق والمُثُل ..
اليوم يدفع اليمن ثمن موقعه في الجغرافيا ودوره في التاريخ ضحيةً لأوهام عبَدَةِ الأصنام وألَاعِيب سَحَرةِ النار وجهالة البعض من أبنائه