ارتفعت وتيرة مشاغبات المؤتمريين هذه الأيام ضد حلفائهم الحوثيين..، ترى ماذا يريدون أن يقولوا؟، هل هم محتجون بالفعل على الحوثيين، أم هو احتجاج مبطنٌ على صالح؟!، أم أنهم يعبرون عن عدم رغبتهم بتحالفهم مع الحوثيين، بعد أن زادت المشاكل والقصف ..، وبعد أن علموا أن للملكة مجساتٍ طائلة وأموال كذلك، كانوا صامتين منذُ أول يومٍ تحالف، ظنوا أن الحوثيين مركبٌ يوصلهم إلى غرضهم ومبتغاهم، وتنتهي الرحلة؛ لكنهم الآن بدأوا يشعرون بالورطة؛ لأن المصلحة هي أساس تفكيرهم فقط وليس شيء آخر، وقد أوضحت الأزمات الأخيرة المتلاحقة، والتي ضربت البلاد، منذُ 2011 وحتى الآن، وأفرزت طبقات وأصناف من الأتباع، في حزب (الخيل الحاكم)، وهذه الأصناف هي كما يلي:
- مؤيد كامل، وقدره مرتبط بقدر صالح، وهؤلاء هم الدائرة الضيقة والمقربة جداً، وهؤلاء هم من حددوا خياراتهم وقبلوا بها.
- مع صالح وضد الحوثيين..!، أي نصف مؤيد، والنصف الآخر يريد به المحافظة على نفسه في المراحل القادمة، وبهذا التصرف يكوِّن هذا الصنف "شبه نضوج سياسي".
- ظاهره شرعية وباطنه مؤتمرية "سياسي ناضج"، وهذا يشبه في عمله عمل "العميل المزدوج"، في أجهزة المخابرات، أي أن دوره متقدم عن بقية الأصناف، وسيكمل هذا الصنف الحياة مع القادم؛ لكن قد تكون عليه (نقاط ضعف)، إذا تم إعطاؤه الفرصة بالذهاب؛ لكنه يحتكم لمقولة شعبية:" طير يا زماري وخيطك بيدي"، إلا إذا انتبه النظام السابق، فهنا قد يمارس حياته بشكل طبيعي، بانتظار أزمة قادمة، شبيهة بالأزمات التي مرت في السابق، وأبرز روَّاد هذه المدرسة هو الرائد "بن دغر" المنتقل من صف البيض إلى صف صالح، والآن ينتظر تخلقاً جديداً؛ كي يقوم بنقلة تناسب وضعه الجديد.
- والصنف الأخير، هو الصنف ذو الحساسية الشديدة، والذي يحاول تدارك نفسه بأسرع وقتٍ ممكن، وهؤلاء هم الذين انشقوا أثناء ثورة 2011م، وهم الذين شعروا مبكراً بنهاية صالح، وبأن المركب سيغرق بسبب العواصف العاتية، التي تجري في الشرق الأوسط، حسب منهاجية " ما أصاب الثور الأبيض، سيصيب الثور الأسود"، وانتقلوا إلى مركبٍ آخر خوفاً من أن يصيبهم الغرق أو أن تمسهم العاصفة ..
- كما لا ننسى الإشارة إلى الصنف الأخير، وهو الصنف الذي حاله حال نفسه، إن ذهب صالح فلن يتضرر وإن بقي كذلك لن يتضرر...