إهتزت مدينة عدن جراء إنفجارين يومي الخميس والجمعة، اﻹنفجار اﻷول كان قريبآ من قصر المعاشيق حيث يقطن رئيس الجمهورية، واﻹنفجار الثاني كان في العقبة(بوابة عدن) . لن ندخل في تفاصيل اﻹنفجارين ولكننا سنتطرق كالعادة عن التدهور اﻷمني الواضح التي تمر به العاصمة المؤقتة عدن، فيما سبق قلنا أن هناك ضعف في اﻷداء من قبل المؤسسة اﻷمنية والطريقة الساذجة التي تتعامل بها هذه المؤسسة مع مجرمي عصابات صالح اﻹجرامية وخلاياها النائمة، فالقائمين على المؤسسة اﻷمنية والمسؤولين عنها عليهم أن يبدأوا من حيث أنتهت الحرب في البحث عن الكيفية التي وصلت إليها المحافظة عدن من جانب التدهور اﻷمني، فمثلآ أثناء المعارك التي لم نسمع أو نرى بأن هناك عمل إرهابي كما هو حاصل اﻵن بعد خروج المليشيا اﻹنقلابية من محافظة عدن مهزومين صاغرين مطأطئين رؤوسهم يجرون وراءهم ذيول الهزيمة، فبمجرد أن وضعت الحرب أوزارها كان حري بضباط وأفراد المؤسسة العسكرية واﻷمنية والمقاومة الجنوبية وقاداتها بتشكيل مجموعات أمنية وكل مجموعة يترأسها قائد ونائبآ له ويستلمون زمام المبادرة في كل مديرية من مديريات المحافظة عدن وتطويقها واﻹنتشار الفوري في اﻷحياء السكنية وتفتيش جميع المباني السكنية كما تم في العام 1986م عندما إنتشر أفراد المؤسسة العسكرية واﻷمنية بعد إنتهاء الحرب، وتعود بي الذاكرة إلى ذلك اليوم الذي جاء فيه أفراد اﻷمن لتفتيش منزل اﻷسرة كوننا محسوبين على الطرف الخاسر في تلك الحرب وكنت حينها صغير السن ﻻ أفهم مايدور من حولي، كان يقف أربعة أفراد في زاوية الشارع ومثلهم كانوا يقفون في الزاوية اﻷخرى وفي باب العمارة وقف أربعة آخرون وإثنان في منتصف السلم وإثنان أمام باب المنزل، أما من قام بتفتيش المنزل أربعة أفراد وكل هؤلاء كانوا مدججين بالأسلحة، وفي أثناء التفتيش لم يترك هؤلاء شبرآ في المنزل إﻻ وبعثروا محتوياته، وعندما وصلوا إلى دولاب مغلق وكان مفتاحه مفقود أخبرهم والدي بأن المفتاح مفقودآ فأمروا والدي أن يكسر قفل الدولاب وبالفعل أحضر والدي شاكوشآ وفي أثناء عملية الكسر عاد الجنود خطوتين إلى الخلف وشحنوا أسلحتهم الرشاشة وصوبوها ناحية والدي وبعد كسر القفل إنفتحت دفة الدولاب فلم يجدوا شيئآ فخرج أولئك النفر مطأطئين رؤوسهم ولم ينبسوا ببنت شفه.
كانت فكرة الإجراءات التفتيشية منطقية ولايمكن اﻹعتراض عليها لذلك إستتب اﻷمن في العاصمة عدن آنذاك وعادت الدولة وعادت الحكومة لمباشرة أعمالها وعادت الحياة لطبيعتها خلال أيام معدودات. فإن خطت المؤسسة العسكرية والأمنية تلك الخطوة فلن يكون هناك إعتراض من أي جهة كانت ولن تقوم قائمة منظمة حقوق اﻹنسان أو منظمة الحقوق والحريات، أما المعترض فأولئك المزايدين والمحسوبين على عصابة صالح وزبانيته وتلك المرتزقة المتخابرة مع دولة أيران الفارسية التي تدعم مشروع المجرم صالح والقزم عبدالملك الحوثي، بل هناك حملة يقوم بها البعض من أبناء عدن عنوانها: كلنا عدن..نطالب الحكومة بتفتيش منازلنا..واجب أمني.
يبدو لي بأنه بعد أن توقفت الحرب في المحافظة عدن لم يفكر أولئك بتلك الخطوة التفتيشية بسبب إحتفالاتهم وإنشغالهم بنشوة اﻹنتصار المؤزر والبعض اﻵخر ذهب للبحث عن الفيد وغنائم الحرب والبعض اﻵخر ذهب للسرقة والنهب أما الشرفاء فعادوا إلى منازلهم وإلى أعمالهم.
مايحصل اﻵن في النقاط اﻷمنية في طريقة التفتيش للسيارات والشاحنات يتم بطريقة ساذجة جدآ من البعض والبعض اﻵخر يبدو لي بأن هناك يتواجد في تلك النقاط أفراد تم زرعهم ومنهم من يسيل لعابه إن رأى نقودآ تخرج من محفظة السائق فيبيع وطنه ﻷجل حفنة من المال، وأيضآ ليس ببعيد من تواجد أفراد تابعين لعصابة عفاش في تلك النقاط وهي من تقوم بتسهيل مرور السيارات والشاحنات المثخنة باﻷسلحة التدميرية والمفخخات وكافة وسائل زعزعة اﻷمن في عاصمتنا عدن، وما يدعم نظرية الخيانة والتسيب والسذاجة هو ماتم الكشف عن بعض الشاحنات في بعض النقاط اﻷمنية وعندما فتشها جنود وأفراد وطنيين تم العثور بداخلها على أسلحة الموت والدمار تحت مواد غذائية وخضار أو غيره من المواد الخاصة ببعض التجار.
نرجو خلال اﻷيام القادمة أن لانرى أمن العاصمة عدن وقد ذهب في مهب الريح بل نريد أن نشاهد رجال عدن الحقيقيين والمحسوبين على جميع المؤسسات اﻷمنية والعسكرية الذين يمتلكون الكفاءة الوطنية وكذلك الضباط اﻷكاديميين اﻷكفاء الذين يمتلكون الخبرة ويتحلون باﻹنضباط العسكري بدﻵ من هؤلاء الخونة والمرتزقة والمدسوسين وأيضآ أولئك السذج الذين لم يتمرسوا على الكيفية الصحيحة في التفتيش عن اﻷسلحة المهربة واﻷفراد الدخلاء على عاصمتنا الحبيبة عدن لاسيما في هذا الزمن العصيب..نحن ياسادة نتكلم عن عدن التاريخ..عدن البطولة.. عدن الحبيبة.
وللحديث بقية..
علي هيثم الميسري