نفهم الوطن أنهُ مأوىً ومدرسة , مشفىً ومركباً , حديقة وجامعة .. لكن الوطن في فلسفة الزيدية السياسية هو الموتُ والدم والبارود والدمار!! الفُ سنة - ومنها الثلاثاً والثلاثين سنة- منحهم الوطنُ الخير وألبسوه الشر , أهداهم الحب والسلام - رغم قسوتهم – وقابلوا ذلك بالحقد والكره والتنكيل لكل من لا يقبل صنميتهم أو يربأ بنفسه أن يلتفت لساميتهم..الوطن الذي أثروا منه وأكلوا من خيراته, كل ذلك لم يشفع لمن يستظل تحت سماءه أن يرونه ذليلاً ومنكسرا بل ومغتالاً . كم يكون الوطنُ "واطياً" عندما يتربع على قداسة تربه السفهاء ويتحكم بمصيره القتلة والجهلة وقطاع الطرق . بحسبانهم فالوطن , ليس ما تعلمناه في كتب الوطنية في مدارسنا, ولا ما سمعناه صوتا مجلجلاً يترنمُ بألحانه أيوب طارش عبسي " سوف تبقى في مدى الأيام أخلاقنا زاهية لن تخلقا ** وسيبقى وجُهك المشرق يا وطني بالضوء منا مشرقا** وسيبقى قاهر الشعب على وجه أرضي عدماً لن يخلقا " "هاهُنا نحن وقد وحدنا **وطن أصبح منا أثْمَنَا**وغدت أصقاعه معبدنا**لم ولن نعبد فيها وثنا**أو يرى نخاس أرضٍ أننا**نأخذ الدنيا ونُعطي اليمنا " " أرضُنا نحن أضأنا وجهها**وكسونا أفقها صبحاً مبينا**وجعلنا في ذراها عزها**لا يرى فوق ثراها مستكينا", بل يبدوا أنه في الجوع والموت والقتل والدمار!! هل سألوا يوماً أنفسهم لماذا يقتلوننا ويغتالون برأة أطفالنا ؟؟ القتل هنا لم يكن يحتاج الى سبب حقيقي عندما وزعوه على خارطة الوطن الذي يفهموه ؟؟ قالوا مسيرة قرانية وكان الكثيرغباءاً يظنها برنامج سياسي أومشروعاً تنموي!! لكنها بدت آلة للموت والقتل والدمار, ولهذا المشروع ساسة وجيش ومدراء واعلاميين وخونه ولكلٌ في مسيرتهم دورٌ وفعلٌ في صناعة الموت وتوزيعه بكل شبر تطأه اقدامهم المتسخة ,, مشروعهم يبدوا اليوم للناظر كتابوت مهترئ يستلقي فيه جثمان الوطن المذبوح تلازمهُ رائحة الموت وتتصبب من ثناياه الدماء, ليغدوا الوطن الذي حلمنا به وعزفنا لإجله أجمل الألحان كتلة مفزعة ومشاهد موت مروعة , لم يعد بمقدور اليمني أن يستشعر بدواخله شيئاً أسمه الوطن!! أتأمل شكل الفجيعة التي حلت في بيوتنا وقُرانا ومُدننا والتي لم تعد أمنه وليس فيها سوى أمينه التى لم نعرف ماهيتها حتى اللحظة!! لا سارة ولا حالمة تلك البيوت التي تصنع منها الضحية شيئاً إستثنائياً وسؤالاً عن ماهية الوطن الذي يريدونه ويسعون بوقاحة للتربع على عرشه ؟؟ إنهم يستغفلوننا باكذوبة " الوطن" "وسيادته المغتصبه" ,ما أقرفهم وهم يرددون "نشيدهم الوطني" مُت قائماً او قاعداً في بيتك, في مدرستك في الشارع أوالحديقة أو حتى في المسجد, وإن لم يصادفك الموت هنا او هنالك ففراغ معدتك من رغيف جاف كفيلٌ بذلك.