العبارة المشهورة التي بلغت شهرتها عنان السماء والتي ترددت كثيرآ في العام 2011م أبان ثورة الشباب وكان ينطق بها الرئيس علي عبدالله صالح سابقآ المخلوع حاليآ أصمت مسامعنا وأوجعت قلوبنا فقد كانت كلمة حق يراد بها باطل، فكنا نترقب تحقيقها بشغف لإن قائلها كان بغيضآ..ظالمآ..
لئيمآ..متسلطآ وكان دكتاتوريآ بكل ماتحمله الكلمة من معنى وكان مستعبدآ للشعب اليمني وليس ذلك فحسب بل إجتمعت فيه كل المساوئ السيئة لجميع الكائنات، تلك العبارة هي: لن أسلم السلطة إلا ﻷيادي أمينة، فكان يرى في شخص نائبه عبدربه منصور هادي سابقآ ورئيس الجمهورية اليمنية والقائد اﻷعلى للقوات المسلحة حاليآ تلك اﻷيادي اﻷمينة التي سيحركها عن بعد كالريموت كونترول كيفما شاء، وفي حقيقة اﻷمر كانت تلك اﻷيادي اﻷمينة البيضاء لفخامته جاءت لصالح الشعب اليمني وليست اﻷمينة كما كان يريدها الدكتاتور علي صالح، فتربع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كرسي السلطة لدولة أطلال فكانت التركة ثقيلة على فخامته حتى إنه أبى مرارآ وتكرارآ إستلام السلطة ولولا إصرار المجتمع الدولي واﻹقليمي ودول مجلس التعاون الخليجي لما وافق أن يستلم تلك اﻷطلال المسماه بالجمهورية اليمنية، وكانت موافقته إستلام السلطة مشروطه بأن ينتخبه الشعب اليمني حتى لايمن عليه الدكتاتور البغيض علي صالح بأنه هو من قلده منصب رئاسة الجمهورية وأيضآ حتى لايكون رئيس ظل، فعندما إنتخبه الشعب الشمالي بخروج ثمانية مليون مواطن رفض ترشيحه الشعب الجنوبي بحجة إن هذا الرئيس يخدم جيش اﻹحتلال(عقول متحجرة) إلا القليل منهم من نزل إلى صناديق اﻹقتراع وأدلى بصوته، وأولئك كانوا يرون في فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي طوق النجاة من العبودية التي كان يمارسها اللئيم المتسلط علي صالح، وهنا بدأ التخطيط لخوض المعركة بين الرئيس المنتخب والرئيس المخلوع من كرسي السلطة.
الخطوة اﻷولى التي بدأ بها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أن خلع العقل العسكري ووضع مكانه عقلآ سياسيآ محنكآ متمرسآ باﻹضافة إلى مايملكه من تحصيله العلمي وشهاداته اﻷكاديميه العليا، هذه كانت أسلحته التي إستعان بها باﻹضافة إلى خوفه من الله عز وجل وتوكله عليه، أما الرئيس المخلوع فكان لايستطيع أن يفك الخط إلا بشق اﻷنفس وصال وجال في التهريب بكافة أشكاله وكان ماهرآ في تهريب الخمور وتمرغ كثيرآ في الرذيلة وكان لايخاف الله وفي رقبته آلاف اﻷرواح التي أزهقها..قال الله تعالى: هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون، إنما يتذكر أولوا اﻷلباب.. أما اﻷسلحة التي كان يمتلكها المخلوع والتي كانت تكفيه لخوض عدة معارك لسنين طوال ناهيك عن مقدرات الدولة التي إستحوذ عليها خلال 33 عامآ ولم يكتفي بذلك بل إستعان بمحارب آخر محلي وهو اﻹبن الفارسي عبدالملك الحوثي وزبانيته وهذا اﻷخير إستعان بلاعب إقليمي(دولة إيران النووية) بكل إمكانياتها.
لن نطيل ونسرد ضروف ومراحل المعركة بتفاصيلها ﻹن الكثير يعلم بكل مراحلها، فمنذ إستلم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كرسي الرئاسة وعلم الجمهورية توالت المكائد والعراقيل التي وضعها المخلوع علي صالح لفخامته ولكن فخامته تغلب عليها بحنكته المتميزة ومرورآ باﻹنتصارات التي حققها في الكثير من الجبهات إلى يومنا هذا الذي نرى فيه فخامة الرئيس البطل عبدربه منصور هادي وهو على مشارف صنعاء وقاب قوسين أو أدنى من دخولها وإستعادتها وفي هذه اﻷثناء يقبع المخلوع علي صالح في أحد الكهوف بمعية معاونه طفل إيران بالتبني عبدالملك الحوثي. وبات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي على وشك أن يرفع علم الجمهورية اليمنية فوق جبال مران كما قال في أحد خطاباته القليلة والتي تميز وإشتهر بها، فهو من طبعه لايتكلم كثيرآ كما كان يفعل المخلوع صالح، وتميز فخامته أيضآ إن قال فعل وإن وعد أوفى أما المخلوع فكانت خطاباته كثيرة وكلامه أكثر أما فعله يكاد يكون معدومآ وإن وعد نقض وعده.
بعد هذا السرد نستطيع القول بأننا بتنا قريبين من النصر المؤزر لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وللشعب اليمني بعودة صنعاء للشرعية وللأيادي اﻷمينة التي كان يعتقد المخلوع صالح بأنها ستكون ريموت كونترول له يحركها متى شاء وكيفما شاء، تبت أياديك أيها المخلوع وطابت الأيادي اﻷمينة البيضاء التي قلبت السحر على الساحر وحققت النبوءة اليهودية القديمة التي تقول: ويل لعدن من صنعاء وويل لصنعاء من دثينة.. والفهيم يفهم.
علي هيثم الميسري