لم نسمع أو نرى بأن حمل السلاح في المحافظة عدن موروث إجتماعي أو مفخرة لمن يحمله، إن كان كذلك فلا بأس لكن الواقع تعدى حدود المفخرة وبات حمل السلاح يستخدم للتهديد به، وبه تفرض اﻹتاوات والمزح بين اﻷصدقاء أو القتل الخطأ وإطلاق الرصاص على أتفه اﻷسباب صار كشرب الماء، وماحصل اليوم في أحد أسواق كريتر لخير دليل على ما ذكرته آنفآ، أثناء ماكنت أغسل يدي في أحد المطاعم سمعت طلقات رصاص من سلاح رشاش تدوي في مسامعي فهرولت لمصدر الصوت فرأيت رجال وأطفال حتى النساء يفرون إلى أماكن متفرقة فرأيت أحد الفارين من الرجال وسألته ما الذي جرى فقال لي تلك السيارة ذو اللوحة السعودية بها أفراد المقاومة المزعومة وعددهم حوالي ستة قبضوا على آخر أيضآ من أفراد المقاومة ولكنه يتبع لجهة أخرى وإقتادوه لجهة مجهولة.
طفح الكيل يافخامة الرئيس من هؤلاء، طفح الكيل يامدير أمن عدن. من منكما لديه صلاحية إصدار قرار حظر حمل السلاح، اﻷمر تعدى حدود الصبر من هؤلاء المزعومين، ما السر في عدم إصدار قرار منع حمل السلاح إلا بتصريح؟ كل يوم نرى مواقف يندى لها الجبين ويشيب لها شعر الرأس، أين الخطط اﻷمنية التي سمعنا عنها في إجتماعاتكم المتكررة من خلال إعلاناتكم الدعائية؟ أين أفراد القوات المسلحة واﻷمن؟ لماذا لايعودون إلى مواقعهم اﻷمنية؟ ، أقسام الشرطة لماذا لم نرى فيها ضابطآ أو جنديآ باشر عمله.
ياشلال أقسام الشرطة عاثوا فيها فسادآ هؤلاء الذين يزعمون أنهم من أفراد المقاومة، ياشلال لماذا لا تكلف نفسك وتقوم في النزول وتتفقد أقسام الشرطة؟ إن كنت تخشى من عمل إرهابي يستهدفك أرسل مندوبين عنك من إدارتك حتى يأتوا لك بالتقارير وتدرسها وأنت جالس في مكتبك، ستجد ياشلال أقسام الشرطة أبوابها جديدة مدهونة بالطلاء وكذلك جدرانها والتي تحملت نفقات الترميم والطلاء دولة اﻹمارات العربية المتحدة أطال الله في عمر قائدها وهذا هو النموذج الحسن، ستجد ياشلال أبوابها مفتوحة على مصراعيها والملفات مبعثرة هنا وهناك، ستجد ياشلال قضايا الناس تدوسها وتتقاذفها اﻷقدام وهذا هو النموذج السيء بما كسبته أياديهم.
بعض اﻷخبار في بعض الصحف المحلية تتحدث بأن دول التحالف ستستلم الملف اﻷمني في إقليم عدن، إن كان الخبر صحيحآ فيعني ذلك بأن اﻷمن قادم، ويبدو لي بأن الحلقة المفقودة قد وجدت، فلقد كانت تساورني الشكوك بأن إنعدام اﻷمن في المحافظة عدن لاأقول بأنه كان مقصودآ ولكن عدم السيطرة عليه هو المقصود حتى تأتي دول التحالف وتستلم هذا الملف الشائك الذي أقلق مراقدنا.
إستلام دول التحالف للملف اﻷمني يوحي للعيان بأن ضباط وأفراد المؤسسات اﻷمنية سنراهم على قارعة الطريق واﻷسواق وقد فرشوا مفارشهم فمنهم من سيبيع القات ومنهم من سيبيع الملابس الداخلية وملابس اﻷطفال واﻹكسسوارات النسائية، هذا هو مستقبلكم ياأفراد وضباط اﻷمن.
وأخيرآ.. ياترى إلى أن تأتي دول التحالف وتستلم الملف اﻷمني هل سيضل أمن العاصمة عدن في مهب الريح؟ وكم من الكوادر العسكرية والمدنية سيفقدون حياتهم وييتم أطفالهم وترمل نسائهم؟
ياجماعة أكثروا من الإجتماعات وأكثروا من إعداد الخطط اﻷمنية وأكثروا من وضع المتارس حول قصوركم وأكثروا من حراساتكم اﻷمنية، نحن جميعآ أرواحنا تفديكم، عيشوا جميعكم وأتركونا نموت فقد طفح كيلكم من حياتنا.
علي هيثم الميسري