《خطة أمنية بمداهمة أوكار عصابة المخلوع بالمنصورة》

2016/02/13 الساعة 10:33 مساءً
ﻷول مرة في حياتي أشاهد بأم عيني ضحايا اﻹغتيالات والعمليات اﻹجرامية التي شنها المخلوع صالح من خلال خلاياه النائمة وعصابته اﻹجرامية، ففيما كنت وبعض أفراد اﻷسرة ذاهبون إلى مدينة بئر أحمد لتهنئة أحد أفراد اﻷسرة بزواجه وأثناء ماكنا في طريقنا أوقفت السيارة على مدخل مدينة إنماء ذهب بعض من كان معي لشراء بعض اﻷغراض فبقيت ومعي طفل من أقربائي في السيارة حينها شعرت بحاجتي للنزول من السيارة وإستضليت تحت مظلة خاصة بأحد الباعة المتجولين ومعي الطفل وبعد حوالي دقيقة واحدة سمعت إطلاق نار كثيف من سلاح رشاش وكان المصدر يبعد عنا حوالي خمسون مترآ فأمسكت بالطفل بين ذراعي وإختبأنا خلف البسطة التي كنت أقف تحت مظلتها، وحينما توقف أزيز الرصاص وقفت ﻷرى مصدر الصوت فجاء أحد المارة وهو خائفآ مذعورآ وقال هناك ثلاثة قتلى أطلق عليهم شخصان ملثمان يركبان دراجة نارية وفرا هاربين وعلى الفور أمسكت بالطفل وركبنا السيارة فشاهدت زجاج متناثر على الكرسي فتعجبت وقلت من أين أتى هذا الزجاج فرفعت رأسي وشاهدت ثقبآ على الزجاج اﻷمامي للسيارة ففهمت بأن رصاصة طائشة التي أحدثت ذلك الثقب، فأسرعت بالسيارة إلى مكان الحادثة فرأيت حشد من الناس مكتضين حول القتلى وأوقفت السيارة وترجلت منها ذاهبآ إلى حيث يقف الحشد، فعندما إقتربت هالني المنظر ورأيت الثلاثة القتلى مضرجين بسيل من الدماء وعليهم أغطية، كانا إثنان بزيهم العسكري والثالث بزي مدني وسمعت أحدهم يقول هذا حي إنه يتنفس وكان يشير ﻷحدهم ورفع الغطاء عنه من جهة الرأس وكنت قريبآ منه فكاد أن يغشى علي من هول مارأيت، رأيت رأسه كأنه قد تهشم وبه ثلاثة حفر كل حفرة تتسع لدخول بيضة دجاجة وعيناه جاحظتان وكأنها تتبع روحه بعد أن لفضها وهي ترتقي إلى بارئها. لن أزيد على ماشاهدت عيناي وسمعت أذناي ﻹنه لايهم ذكره ولكن المهم هو هذه اﻷسئلة لمن بيدهم اﻷمر: ماذا بعد؟ بأي ذنب قتل هؤلاء والذين من قبلهم؟ ومتى سينتهي مسلسل اﻹغتيالات والتنكيل بأبناء هذا الوطن؟ . لقد مات الكثيرون وسيلحقهم كثيرون وحكومتنا لم تنتهي بعد من إجتماعاتها بل ولم يبدأوا حتى بخططهم اﻷمنية العقيمة، لماذا كتب على أبناء مدينة عدن تلك اﻹغتيالات دون غيرهم؟ هل لإن الحكومة ورئيسها ورئيس الجمهورية متواجدون في عدن؟ ياترى إذا إنتقل هؤلاء إلى محافظة صنعاء لإدارة البلاد فهل سينكل بأبناء المحافظة صنعاء بتلك الوحشية كما نكل بأبناء عدن؟ لا أعتقد ذلك، ﻹن العصابة الإجرامية متواجدة في صنعاء ويديرون عملياتهم اﻹجرامية من هناك وللأسف اﻷيادي التي تنفذ اﻷوامر من أبناء جلدة أولئك الضحايا الذين تمت تصفيتهم في المحافظة عدن. يحذونا اﻷمل بأن رحمة الله عز وجل هي التي ستنتصر ﻷبناء هذا الشعب وسيكون القادم أجمل وبشائر الخير ستأتي من الله عز وجل وستنتهي اﻷزمه فالله أرحم بعباده من عباده الذين حصنوا أنفسهم وأهليهم وتركوا العباد ينتظرون مصيرهم المجهول وإجتماعاتهم طالت وخططهم اﻷمنية كلها حبر على ورق. ياساداتنا وكبرائنا الذين أضليتونا السبيلا عودة اﻷمن لايحتاج ﻹجتماعاتكم العقيمة المؤلفة من كبار الدولة كرئيسها ورئيس الحكومة ووزرائه ومحافظ محافظة عدن ومدير أمنها وبعض كبار قيادات دول التحالف إنما اﻷمر يحتاج لقليل من التفكير والتدبير كإستدعاء خبراء أمنيين وإستخباراتيين قادرين على حلحلة تلك الخلاية النائمة التي زرعها السفاح المخلوع وزبانيته الطغاة، والكشف عن أوكارهم الذين إتخذوا من مديرية المنصورة مرتعآ لهم يسرحون ويمرحون بها وبشوارعها ومبانيها فجميع الشكوك تحوم حول تلك المديرية ﻹنها هي اﻹنطلاقة لتلك الخلايا لتنفيذ عمليات اﻹغتيالات والعمليات اﻹجرامية اﻷخرى، فإذا تم تطويقها وتفتيش جميع مبانيها ستكون تلك الخطوة هي القاصمة للعصابة اﻹجرامية، وأيضآ اﻷمر يحتاج إلى بعض القرارات اﻹرتجالية الشجاعة والصارمة كمنع إستخدام الدراجات النارية ومصادرتها ومنع حمل السلاح الذي صار حمله مفخرة ومباهاة لكل من يحمله وصرنا لانستطيع أن نفرق بين القتلة والمجرمين من أفراد المقاومة المتباهين والمفاخرين بحمله، كذلك جلب بعض المعدات الخاصة بكشف اﻷسلحة ووضعها في نقاط على جميع مداخل محافظة عدن ومديرياتها، فكل تلك الخطوات إن لم تقضي على الإرهاب بالكلية في محافظة عدن أقلها ستخفف من حجم الخسائر في اﻷرواح وستحجم هذه العصابة اﻹجرامية التي لايوجد في قاموسها إلا القتل والترهيب. فهل هناك آذان صاغية وعيون مبصرة وعقول نيرة؟ أم إننا نرى ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله.. وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم. قال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه: من رأى منكم منكرآ فليغيره بيده ومن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف اﻹيمان، فحكومتنا النائمة في سباتها العميق لم تستطع أن تغير ذلك المنكر بيدها وعلماؤنا الأفاضل لم يستطيعون أن يغيروا المنكر بألسنتهم ولكننا نحن الفقراء إلى الله أستطعنا أن نغيره بقلوبنا..وفي اﻷخير أستطيع أن أقول لقد تحققت المقولة: لقد أسمعت إن ناديت حيآ ولكن لا حياة لمن تنادي. علي هيثم الميسري