هل يستحق الجنوبيون دولة)؟

2016/02/15 الساعة 06:27 صباحاً
مصارحة رقم 2 (هل يستحق الجنوبيون دولة)؟ أوقات كثيرة أتساءل هل يستحق الجنوبيون (دولة مستقلة) ..؟ وقبل ان أجيب عن هذا السؤال اغرق في استعراض كافة الأحداث التي مرت خلال الأشهر الماضية فأجد ان الإجابة المريرة ان كل المؤشرات إننا لانستحق دولة مستقلة على الأقل وفق واقعنا (هذا). - في العام 1994 تمكن الشمال من هزيمة الجنوب واحتلال أرضه ولم يكن لقوة يتمتع بها الشمال بقدر ماهو تفريط جنوبي لعقود مضت في الأرض والإنسان . - وبعد 1994 وتحديدا في العام 2007 انطلق قطار الحراك الجنوبي وارتفعت الأصوات (ثورة ثورة ياجنوب) .. ياجنوبي صح النوم لا شمالي بعد اليوم . - ومرت السنوات مريرة طويلة كئيبة والحراك يدور في حلقة مفرغة مابين مهرجانات وتظاهرات ومسيرات وقيادات مشتتة وضياع لانهائي وكنا في كل مرة نلوم الشمال – عفاش – الإصلاح – الحوثي ونلقي كل أسباب الإخفاق والفشل عليهم . - كنا في الجنوب نهرب من واقع اليم كان لقياداتنا ووجهائنا جزء كبير منه وكنا نهرب منه ولكننا نعود إليه - 8 سنوات من عمر الحراك الجنوبي لم يتحقق شيء حتى اليوم حتى مجلس قيادة موحد لم يتمكن الجميع من انجازه وبدلا من الاعتراف بوقوع الفشل سارت المواكب مرددة "يافلان سير سير وللأسف لم نكن نسير ولم نكن نزحف حتى . - نادى العالم من أقصاه إلى أقصاه تحركوا وحدوا صفوفكم خذوا لكم عبرة في من جاوركم من أحزاب وجماعات لعلكم تفلحون لكن لاحياة لمن تنادي - جاءت حرب 2015 وخرج عامة الناس وتصدوا للعدوان وكان أمل الناس أنها أخر المشقات لكن لنفيق على واقع آخر مرير كل المرارة – واقع قيادات مقاومة ممزقة وأخرى لاتفكر إلا بتكوين ميلشيات لتكوين مصالح خاصة . - سبننا الشماليين طوال 21 عام وحتى اليوم وحينما غادروا أرضنا ظهر فينا من هو أسوأ منهم مليون مرة باع الممتلكات العامة – بسط على الأراضي – صادر كل شيء وسكتنا على واقع قبيح في واقعنا المعاش ولم تعترض قوة الخير فينا ولم تتصدى . - في الجنوب اليوم افرز الواقع اشياء بشعة للغاية فصار فصار البلطجي واجهة مجتمع - والسارق وزعيم العصابة ممسك لقسم شرطة - والظالم مسئول عن عدالة الناس . - أدرك واعترف ان من يقومون بذلك قلة منا لكن الأغلبية الخيرة التزمت الصمت، وحينما تلتزم الكثرة الخيرة الصمت تصبح عديمة الجدوى . - في اوقات كثيرة قادنا الغوغاء والفوضويين واصحاب السوابق وحاولوا ويحاولون تشكيل فكر مجتمع باكمله ولكي تدركوا حجم المأساة فقط راجعوا حجم مايتم تداوله من منشورات تخوينية بالفيس بوك والواتس وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعية في الجنوب . - بمنشوري هذا انا لا اجلد الذات لكنني أحاول ان استحث الناس ان تفيق في الجنوب ان تنهض ان تقول (لا) كبيرة لكل هذا الواقع السلبي المعاش . - لن ينقذ "الجنوب" مما فيه إلا أهله ولن ينهض به إلا كوادره وعقوله وأناسه الخيرة والصالحة أما من يزين واقع كاذب ويخلق أوهام للناس البسيطة فهذا يخادع الناس . - هذا اليوم تألمت وانا أشاهد أبواب المؤسسات الحكومية تباع على قارعة الطريق في زنجبار .. جاء الصوت من بعيد ..حينما أراد الجنوبيون استعادة دولتهم باعوا أبوابها على قارعة الطريق - في الجنوب اليوم يمكن لمجموعة مسلحة تتكون من 25 شخص تتبع جهة نافذة من صنعاء ان تسيطر على مدينة عدد سكانها أكثر من 50 ألف نسمة ، الكل يدس رأسه في الرمال ولسان حاله يقول :" مادخلني انا؟". - انا لا أعايركم لأنكم أهلي ولكنني اكتب من الم ووجع كبير .. اكتب وبداخلي تصميم على ان الجنوب لن ينهض إلا بك وبي وبهم وبالجميع والجنوب لن ينهض بجهود ايا من أطراف الشمال . انهضوا .. يكفي صمت يكفي سبات يكفي خنوع ويكفي إلقاء اللوم على بعضنا البعض ولنتذكر قول الله عز وجل ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم . فتحي بن لزرق