خلال اليومين الماضيين تسارعت الأحداث على الساحة اليمنية لاسيما في الشأن السياسي وعلى مستوى قيادات رفيعة كوزير الداخلية حسين عرب وقائد المنطقة الرابعة أحمد سيف اليافعي اللذين تم إحتجازهما في قصر معاشيق ويقال بأنهما أحتجزا بأوامر من رئيس الوزراء خالد بحاح كانت موجهة إلى اﻹخوة اﻹماراتيين الذين قاموا بإحتجازهما على الفور والتحقيق معهما بقضايا فساد وقضية أخرى تمس اﻷمن القومي لليمن، ولكن السؤال الذي أثار إهتمامي هو: لماذا لم يقوم رئيس الوزراء بتكليف لجنة يمنية بالتحقيق معهما وبدلآ من ذلك قام بتكليف إخوتنا اﻹماراتيين بمهمة التحقيق واﻹحتجاز؟ .
وفي السياق ذاته يقال بأن اﻹخوة اﻹماراتيين بعد التحقيق أمهلوا وزير الداخلية بإخلاء السكن الذي يسكن فيه وهو مبنى القنصلية الصينية الذي إحتله بعد أن قام أفراد من المقاومة ببيع محتويات مبنى القنصلية الصينية لتاجر يافعي بمبلغ عشرة ملايين ريال، وحادثة البيع هذه كنت شاهد عيان فيها بمعية أحد أقربائي وهو الذي أتصل بي وأخبرني وكانت قبل حوالي شهرين ونصف وقمت حينها بتصوير المبنى من الداخل بعد بيع محتويات المبنى، ثم جاء الوزير وسكن في المبنى بعد أن تم تأثيثه دون أن يراعي المواثيق الدولية واﻹتفاقيات الدبلوماسية وأحرج وزارة الخارجية اليمنية مع الحكومة الصينية، فإذا كان الوزير قد إرتكب هذا العمل المشين وهذه الحماقة فعلينا إذآ أن نلتمس العذر ﻷولئك الناهبين من أفراد المقاومة الذين أقتحموا المبنى وقاموا ببيع محتوياته بغير وجه حق، فكما يقال إذا كان رب البت بالدف ضاربآ..فشيمة أهل الدار كلهم الرقص .
أما فيما يخص قائد المنطقة أحمد سيف اليافعي فتحوم من حوله الشكوك بأنه كان متخاذلآ في المهام التي أوكلت إليه في محاربته للجماعات اﻹرهابية والتخريبية وكان يقترح بأن تقوم الحكومة بالتفاوض مع تلك الجماعات بدلآ من محاربتها والقضاء عليها لخوفه من إستهدافهم له وإنه على إتصال بهم بشكل سري، وكان وزير الداخلية له نفس رأي أحمد سيف اليافعي وأنه هو أيضآ على إتصال مع تلك الجماعات .
إن كانا وزير الداخلية حسين عرب وقائد المنطقة أحمد سيف اليافعي قد كانا يخافا تلك الجماعات وكانا على إتصال بهم فما الجدوى إذآ من قبولهما منصبيهما ويعني ذلك بأنهما لم يقبلا منصبيهما إلا لمصالح خاصة أما الوطن فليذهب إلى الجحيم.
نطلب من فخامة رئيس الجمهورية أن يعيد النظر في كل التعيينات التي أصدرها لجميع الوزراء والمسؤولين والقادة العسكريين ويبدأ أولآ بتقييمهم فكل من قام بدوره على أكمل وجه يبقيه في منصبه أما المتقاعسين والمتخاذلين والفاسدين فيعفيهم من مناصبهم ويعين غيرهم وتكون الحكومة الجديدة على قدر عالي من الكفاءة والنزاهة لأجل الوطن والمواطن وأن يتخذ مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب، وعلى ذكر هذا المبدأ فإننا نطالب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أن يعيد النظر في قرار تعيين محافظ محافظة عدن العميد عيدروس الزبيدي، فهذا الرجل يافخامة الرئيس هامة عسكرية فذة لايجيد الفن اﻹداري والخدماتي والتنموي بل يجيد لغة الضغط على الزناد في الميدان وهاهو منصبه شاغرآ وهو قيادة المنطقة العسكرية الرابعة .
فخامة رئيس الجمهورية نحن ندرك بأنك تعلم من تعين ومن تقيل ولكننا نحن كمواطنين من حقنا عليك أن تسمع ﻵرائنا وتلبي مطالبنا المشروعة فنحن قد تعبنا من الفاسدين الذين أرهقوا كواهلنا وأرقوا مضاجعنا حتى اللحظة .
علي هيثم الميسري