ملف جرحى الحرب ملف إنساني بحت ويضاف إليهم المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة تتطلب عمليات جراحية سريعة كمرضى القلب وغيره من الأمراض الفتاكة، هذا الملف الذي أرق الكثير من الجرحى والمرضى وذويهم أيضآ، ولم نرى أي من اﻹعلاميين والصحفيين تطرقوا إلى هذا الملف.فهل جزاء أولئك الجرحى الذين كانوا في مقدمة الصفوف يدافعون عنا وعن جنوبنا من الإحتلال الزيدي؟ .
صحيح هناك بعض من المسؤولين الذين يمتلكون القلوب الرحيمة ويتحلون باﻹنسانية يبذلون جهود حقيقية لتذليل الصعاب التي تواجه جرحانا ومرضانا قبل السفر وأثناء السفر حتى وصولهم إلى المستشفيات التي بعثوا إليها هؤلاء لإجراء العمليات الجراحية، وفي المقابل هناك شرذمة من المسؤولين الذين إستغلوا هذا الملف لملئ خزائنهم بالعملات المختلفة، هؤلاء إنتزعوا من قلوبهم الرحمة بل ويتلذذون في معاناة المرضى والجرحى وإستثمروا هذا الملف في أحقر عملية إستثمارية على مر التاريخ، لذلك كم سمعنا عن المرضى الذين وافتهم المنية بسبب هذه العصابة المتنمرة التي حولت هذا الملف من ملف إنساني إلى ملف إستثماري، ولكنني لن ألوم كثيرآ هذه الفئة الحقيرة بل سأعتب على المسؤولين الكبار الذين يمتلكون قرار التعيين والإقالة لأولئك المستثمرين بأرواح إخوتنا الجرحى والمرضى وعلى رأسهم الوزيران الفاضلان النائمان في العسل وزيري الصحة والنقل والمسؤول الثالث هو مدير طيران الخطوط اليمنية، وهذا اﻷخير لا أدري لماذا يغض الطرف عن المدعو صدام الجايفي الذي يوهم المسافرين إنه المسؤول اﻷوحد ﻷجل الإغداق عليه بما طابت به أنفسهم ولا أدري المائة دولار بأي حق تعطى للمدعو الجايفي والذي تقول المصادر إنه عفاشي حتى النخاع.
لدي الكثير من اﻷدلة التي تثبت تورط الكثير من المسؤولين الذي إستثمروا هذا الملف وتاجروا بأرواح إخوتنا الجرحى والمرضى الجنوبيين، وفي مقال قادم سأذكر أولئك المستثمرين بأسمائهم ولن أخشى إلا الذي نفخ الروح في جسدي وهو الوحيد القادر على إنتزاعها، وكما قال لك أجل كتاب .
وقبل أن أنهي المقال لدي البعض من اﻷسئلة اريد لها جوابآ من الذين يمتلكون الإجابات عليها: لماذا لاتتم تهيئة مستشفيات عدن ولحج وأبين ويأتوا باﻷجهزة الطبية الخاصة بالعمليات الجراحية حتى تجرى العمليات فيها لاسيما التواجد لبعض اﻷطباء الجراحين من الهند والسودان وغيرهم بالإضافة إلى الجراحين اليمنيين؟ أليس من اﻷوفر تهيئة المستشفيات بكافة أجهزتها الطبية وأطبائها بدلآ من إرسال المرضى والجرحى وإيقافهم في عدة محطات حتى يصلوا للبلد المطلوب؟ وهنا أيضآ المحافظة على اﻷرواح، فكم من الجرحى والمرضى توفوا أثناء الطريق بسبب تأخرهم والبعض منهم من كان قد وصل بعد شهر وأكثر منذ خروجه من مسكنه فتفاقم عليه مرضه أو إصابته وتوفي قبل أو أثناء العملية الجراحية .
لماذا لم تشكل لجان من وزارتي الصحة والنقل لتقوم بمتابعة هذا الملف والكيفية التي يعامل بها إخوتنا الجرحى والمرضى .
وقبل أن أختم أضيف إليكم أيها المسؤولين هذين السؤالين: أين ذهبت كل تلك اﻷطنان من اﻷدوية التي أرسلتها الدول اﻹغاثية؟ وهل وزارة الصحة ستعد تقرير بكافة العراقيل التي واجهت جرحانا ومرضانا وأيضآ بعدد الوفيات وأسباب الوفاة؟ .
أرجو أسئلتنا هذه تصل إلى المعنيين باﻷمر ولا تضل طريقها .
علي هيثم الميسري