في مثل هذا اليوم كنت مع رفقاء الدرب وزملاء الحرف والكلمة ال فارس البنا والعزيز عزوز السامعي في ضيافة أدعياء الدين ..
ستة أيام إعتقال ، دون ذنب ارتكبناه .
مرت سنة على انتهاك انسانيتنا وآدميتنا ، إلا أن ذلك يهون على نكبة وطن لا زال مختطف بأيادي لا تعرف إلا لغة الكسر ..
في حالة فقدان الحرية تبدوا الحاجة لبداية يوم جديد والشوق لنهاره ضرورة نفسية.. لست متعجلا" على قدوم هذه الذكرى بحد ذاتها بقدر ما هي لوعة للتحرك تحت شعاع شمس الصباح بدون قيود ..
أستطيع الآن أكرر وللمرة الألف : أشكر ..أعتذر ..أبوح ..أنتج ما أريد من أحرف الحرية في حين كنت بالأمس لا أستطيع التعبير عن أي تلوحيات للروح ..فقط بإمكاني الإذعان للمجاهد في سبيل الله ..كما يسمي نفسه..يأخذني في ساعة متأخرة من الليل إلى مكان إنفرادي لعله ينتزع مني إجابات على سؤاله المتكرر..من الذي يدعمكم ويمول..؟!
الذهنية الان طليقة بإمكاني أن أكرر إعتذاري أولا" من عزوز وفارس وأسرهم وكل المقربين منهم ..قدموا إلينا ضيوفا" لكن ميليشيا منعت المستقبل لزيارة الوطن بأكمله لن يعيبها أن تمنع أعزائي من القدوم في ضيافتي...متتالية الإعتذار للكل بدون إستثناء ..إلى كل من كنت له سببا" في الإزعاج والإعياء النفسي..
شكرا" للشكر حين ما زال متاحا" في الزمن المعتقل!؟ شكرا" لكل من تابع وكتب وتضامن واتصل وسأل عننا حتى خروجنا من المعتقل ..بلا إستثناء لكم التحية أحبتي ..لكم الود.
ستة أيام لا أعرف أن عداد العمر إحتسبها كذلك أم أنه إعترف كونها سنوات عجاف بدلا" من الأيام ؟! ..
غادرنا عزوز وفارس وبقينا أنا وهشام ومحمد ورفيقنا الليل .. ستة أيام كانت ليالي بأكملها لم نعرف معنى للنهار ..
تستطيع الحياة أن تمنحنا بظرافتها القاسية أحيانا" الكثير من الأحداث سوى أننا قادرين فقط على أن نوصفها ..نجعل منها ذكرى وتأريخ قد تكون بدايته؟! ..