《رئاستي الجمهورية والوزراء سبب الفوضى في عدن》

2016/03/01 الساعة 12:35 صباحاً
هناك فئة من الناس الذين إذا سمعت لهم تفرح لقولهم وتستفيد من فكرهم وآرائهم وطرحهم المنطقي والعقلاني، ولﻷسف أيضآ هناك الكثير من الناس إذا سمعتهم تعجب لقولهم وكأنك تسمع لطفل لم يبلغ الحلم، فالنقاش معه عقيم ويخرجك من هدوئك إلى عصبيتك ولا تعطيه ظهرك إلا وقد أوقعك في الغلط، وكما قال المثل: جادلت عالمآ فغلبته وجادلت جاهلآ فغلبني . الغريب في اﻷمر ترى بعض المتعلمين الجهلة الحاصلين على شهادات عليا عندما تناقش أحدهم تراه متشبثآ برأيه والسبب أنه وصلته رسالة عبر الفيس بوك أو عبر أي وسيلة أخرى تقول كذا وكذا فتقول له ياأخي هذه الكذا وكذا كتبتها مواقع إعلامية مضللة ومطابخ إعلامية هي من أشاعتها ولكن لﻷسف صم بكم عمي فهم لايعقلون. البعض اﻵخر وهم قليلون إن قال صدق وإن حاور أقنع، فعلى سبيل المثال كنت حاضرآ في بيت أحد الشخصيات فأثار أحد الحاضرين موضوع عن الوضع العام وعن الفوضى في مدينة عدن وقال إن رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء هما سبب الفوضى ومخالفة النظام والقانون..فبدأ الهرج والمرج وإرتفعت اﻷصوات مابين مؤيد ومعارض، فأسكتنا جميعآ أحد الحاضرين وهو طبيب جراح وقال: ياجماعة الخير الكل يعلم بأننا لم نزل في حالة حرب والحرب لم تنتهي هذا من ناحية فقدان اﻷمن، فقدان اﻷمن سببه من دخل عدن ليحاربنا وبفضل الله دحرناه ولكنه اﻵن يحاربنا بأبناء جلدتنا، أما الذي نراه من فوضى ومخالفة النظام والقانون ليس من إفرازات الحرب أو من الوحدة التي فرضها علينا ووقع عليها البائع علي والمشتري علي ولكنها بسبب فقداننا القيم واﻷخلاق من خلال سلوكنا اليومي، مانراه في عدن اليوم من فوضى سببه الكثير من الناس التي إنعدمت لديهم ثقافة النظام والقانون، فترى الكثير من الناس لايروق لهم إلا مخالفة النظام وإنعدام القيم والسلوك القويم، فهل الحكومة هي التي زرعت في نفوس هؤلاء الفوضى ومخالفة النظام ونزعت من نفوسهم الأخلاق والسلوك القويم؟ وأضاف قائلآ لماذا نحن لانبادر ونزرع في نفوس الفوضويين والغوغائيين ثقافة حب النظام وإتباعه ولكن باللتي هي أحسن وبالكلمة الطيبة كما قال الله تعالى: وجادلهم باللتي هي أحسن..فمثلآ أولئك الذين يعبثون بالنظام ويقودون سياراتهم بعكس إتجاه السير ويجعلون الطرقات في حالة فوضى وإزدحام لايطاق نقول لكل واحدآ منهم وبإبتسامة مرسومة على شفاهنا ياأخي من متى كان السير في هذا الإتجاه؟ وأرمي إليه إبتسامة هوائية . كان أغلبية الحاضرين في هذا اللقاء أناسآ مثقفين لاينطقون إلا ذررآ، وفي الحقيقة إرتحت وسعدت ﻷول مرة من وجود هكذا ناس ومن هكذا أخلاق وشعرت بأن عدن لايزال بها ناس يتحلون بالقيم واﻷخلاق التي عهدناها في ذلك الزمن الجميل، ذلك الزمن الذي كان بعض السائقين ترتعد فرائصهم عندما يرون رجال المرور عابرون أو واقفون على الرغم من أنهم لم يرتكبوا أي مخالفة مرورية ولكن هيبة رجال المرور كانت في نفوس هؤلاء السائقين، ذلك الزمن الذي لاترى فيه سيارة وقد كتب في لوحتها الجنوب العربي أو نزعت لوحتها على مرأى من رجال المرور الذين فقدوا هيبتهم، ذلك الزمن الذي لاترى فيه سيارة وقد توقفت بمكان ممنوع الوقوف، ذلك الزمن الذي لاترى فيه سيارة وكأنها إمراة مبرقعة لاترى من بداخلها، ذلك الزمن الذي لاترى فيه شاب مستهتر دون العشرين ويقود باص ويقف في وسط الطريق ينتظر صعود راكب أو نزوله وترى السيارات خلفه كالسيل العارم وأبواق سياراتهم قد أصمت آذان المارة، ذلك الزمن الذي لايمكن فيه سائق السيارة أن يفكر بمجرد التفكير أن يعكس الخط، ذلك الزمن الذي لايعطى فيه رخصة القيادة إلا بعد سيل من اﻹختبارات. في ذاك الزمن لم نكن نرى السلاح بأنواعه وأشكاله إلا فيما ندر أو نراه يباع على قارعة الطريق وكأنه خضار وفاكهة، أما هذا الزمن رأينا فيه أنواع اﻷسلحة وقد حمله الصغير والكبير ولم يتبقى إلا النساء أن يحملنه ونسمع أزيزه في كل لحظة وحين وكأنه ألعاب نارية، وأيضآ لم نكن نرى تلك اﻷسلحة الثقيلة إلا على شاشات التلفاز، أما الرشوة في ذلك الزمن فلم نكن نعرفها أونسمع عنها إلا في المسلسلات المصرية التي كانت تعرض في ذلك الزمن . قال الشاعر: إنما اﻷمم اﻷخلاق مابقيت..فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا . علي هيثم الميسري