التسامح والتصالح عبارة يتغنى ويشدو بها الكثير من أبناء الجنوب، يضحكون بها علينا وهم في حقيقة اﻷمر يضمرون في قلوبهم المناطقية واﻷحقاد وغلفوا مناطقيتهم وأحقادهم تلك بغلاف يسمونه مبدأ التسامح والتصالح.
في هذه اﻷيام برزت حملة شعواء من الشائعات تشنها فئة من الرخصاء الذين يملأ قلوبهم الحقد والكراهية على محافظة أبين وأبنائها، وتلك الحملة من الشائعات طالت جميع أبناء أبين بأنهم لصوص وخونة ومتخاذلون، وتناسوا تمامآ بأن غالبيتهم هم الذين يحملون صفة اللصوصية والخيانة والخذلان.
لم أكن أريد أن أتحدث بعنصرية كهؤلاء ولكن للإيضاح وذكر تاريخ أبناء أبين، ليس لأن أصولي تعود إلى هذه المحافظة ولكن يعلم الله إنني حاولت أن لاأثير هذا الموضوع ولكن عندما رأيت بأن السيل قد بلغ الزبى واﻹناء نضح بما فيه قلت لا مناص من أرد على هؤلاء سفلة القوم والحاقدين الذين يحاولون أن يزيفوا تاريخ أبين وأبنائها.
محافظة أبين ياهؤلاء تعد ولادة اﻷبطال والشجعان الصناديد، فرجالها متمرسون على القتال والسياسة والحكمة، ففي الحرب تراهم يتقدمون كل الصفوف ليس ﻷجل الشهرة واﻹعلام كما يفعل غيرهم من أولئك المناطقيين والمتسلقين الذين يعلنون كل قتلاهم في حرب أو سلم بأنهم ماتوا شهداء، ففي قائمة الشهداء الذين إستشهدوا وجدنا بأن القائمة تظم حوالي 1500 شهيد في المحافظة عدن فقط منهم 600 شهيد من محافظة أبين، أما تعداد الجرحى من أبناء أبين اﻷبطال يزيد على 1000 جريح، باﻹضافة إلى أولئك الشهداء الذين سقطوا في قصر الرئاسة بصنعاء أثناء مهاجمة المليشيا اﻹنقلابية لمحاصرة رئيس الجمهورية وكان هؤلاء الشهداء من أفراد أسرة فخامة رئيس الجمهورية وعددهم 12 شهيد وعدد الجرحى 40 جريح، وقد شهد لشجاعتهم وإقدامهم مستشار وزير الدفاع السعودي العميد أحمد العسيري عندما قال: كنا أخذنا بعض المآخذ على أبناء محافظة أبين وإتهمناهم بالتخاذل ولكننا إكتشفنا بأنهم يعملون بصمت ولايمتلكون اﻹعلام ﻹظهار بطولاتهم وتضحياتهم ووطنيتهم كما يفعل غيرهم من محاربي الفيس بوك من بعض مناطق جنوب اليمن.
في السياسة أبناء أبين لايبيعون أوطانهم بأي ثمن كما فعل البعض في العام 1990م عندما باع الساسة الذين لاينتمون لمحافظة أبين جنوبنا الحبيب، فعندما نال الجنوب إستقلاله في العام 1967م حكم أبناء أبين 18 سنة بل وإستطاع الشهيد سالمين أن يختزل 23 سلطنة في كيان واحد وأسماه جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وعندما أستشهد سالمين لم يكن في رصيده تلك الملايين من الدولارات بل كان مديونآ ب 600 شلن، وغيره عندما مات كان وزيرآ لﻹسكان ولديه من اﻷموال الطائلة بل وأغنى أبناء منطقته عندما صرف لهم من أراضي عدن بغير وجه حق لكل فرد منهم قطعتي أرض والبعض اﻵخر صرف لهم أراضي لاحصر لها وحرم أبناء عدن الذين لايملكون حولآ ولا قوة، بالإضافة إلى الذين هربوا وأعلنوا إعتزالهم السياسة وخزائنهم ملأى بمئات الملايين من الدولارات.
ثم جاء علي ناصر محمد وحكم الجنوب حوالي ست سنوات وبدأ باﻹصلاحات إتباعآ لنهج الشهيد سالمين وإنفتح على دول الخليج وبعض دول العالم وشعرنا ببعض التغييرات المعيشية في حياتنا وسميت تلك الفترة بالحقبة الذهبية، ولم يروق للرفاق ذلك النهج وخونوه وإندلعت الحرب في العام 1986م وخرج علي ناصر محمد وأصحابه، ثم حكم الجنوب ساسة حضرموت والضالع ويافع ولم يتمكنوا من الحفاظ على جنوبنا الحبيب ﻷكثر من أربع سنوات وبين ليلة وضحاها إستلم رئيس الجمهورية العربية اليمنية وعصابته المارقة الجمل بما حمل وأقصد هنا اﻷرض والشعب بعد إبرام عقد الصفقة بين عصابة صنعاء والرفاق الجنوبيين بعد اﻹتفاق الذي تم بين علي وعلي في النفق، على الرغم من أن علي ناصر محمد أوفد الوفود لنصح الرفاق بالتراجع عن إتمام الصفقة بالشكل المتفق عليه آنذاك ولكن الرفاق رفضوا رفضآ قاطعآ بل وإشترطوا خروج علي ناصر محمد وأصحابه ﻹتمام الصفقة، فخرج علي ناصر محمد آثرآ مصلحة بلده ورفض أصحابه الخروج من اليمن وتمت صفقة بيع الجنوب وأبنائه تحت مسمى الوحدة اليمنية، وبدأت المأساة ومعها بدأت معاناة أبناء الجنوب بسبب أولئك الرفاق الذين لم يكترثوا لمصالح شعبهم وآثروا مصالحهم الخاصة ومصالح أبنائهم..وللتاريخ بقية .
علي هيثم الميسري