يلحظ المرء أن الانقلابيين ، والى جانب استعدادهم المبكر للعمليات العسكرية والانقلاب وغزو الجنوب وتعز والحديدة وإسقاط المحافظات الأخرى ، فقد استعدوا جيدا في الجانب الإعلامي ، وهو ما يتضح جيدا من خلال الحملات الإعلامية المنظمة التي تشن ضد الشرعية وتحديدا الرئيس عبد ربه منصور هادي ، وأيضا من خلال الترويج " سريع الغارة " للأحاديث والأقاويل مع كل فعل إجرامي تشهده عدن !
ويمكن تصنيف من يقومون بهذه الحملات التي تستهدف الشرعية والرئيس هادي ونجله وكافة المسؤولين الذين يسعون إلى إنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية إلى البلاد ، إلى ثلاثة أنواع ، الأول هو الذي يديره المطبخ الإعلامي لعفاش وهو الأكبر والأوسع والذي استعد مبكرا ، عبر شراء الذمم وتجنيد الكثير من الأقلام من اجل هذه اللحظات العصيبة لمناصرته في مشروعه التدميري لليمن ، وهذا المطبخ نجده ينشر المقالات والشائعات والمشاركات في الصحف والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي ، ويحاول التلاعب بقدر كبير من الحقائق وقلبها وتوجيه الرأي العام وإثارة البلبلة ، لأهداف تتعلق بإفشال الشرعية ورمزها المتمثل في الرئيس عبد ربه منصور هادي ، وسيلاحظ الكثيرون أن هناك جهات إعلامية معينة وأشخاص ينشرون أخبار الجرائم الإرهابية التي تحدث في عدن ، فور وقوعها بالصور وبتفاصيل دقيقة لا يرويها سوى الذين قتلوا !!
أما النوع الآخر من فهو من يسمون بالدارجة " المتهبشون " والذين حاولوا الحصول على أموال وامتيازات من الشرعية ، وعندما لم يحصلوا على ما يريدون ، انضموا إلى حفلة النقد والسباب والشتائم ، وهم كثيرون ويعيشون في اليمن والسعودية والأردن وغيرها ..!
أما النوع الثالث فهم الجهلة الذين ينساقون مع ما يطرح ، دون النظر في أبعاد ما يقال والتفكير والتمعن ، وهؤلاء قلة ، ولكن الحذر من أن يتكاثروا !
ألا تلاحظون أن المخلوع صالح لا يحظى بنصف اهتمام الآلة الإعلامية الخفيفة ، في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ، من الاهتمام السلبي الذي يوجه ضد الرئيس هادي .. أيضا ، ألا تلحظون أن نجل المخلوع ، العميد احمد علي عبد الله صالح يعيش في رغد العيش في الإمارات العربية المتحدة ، دون أن يسلط الضوء ، مطلقا ، على تصرفاته وممارساته وقيادته وتوجيهه لقوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة المتمردة ، التي مازالت تأتمر بأمره .. لا أحد يتحدث عن الولد أحمد ولديه قوات مدربة تحولت إلى ميليشيات انقلابية ولديه أموال بعشرات وربما مئات الملايين من الدولارات ، توجه اليوم إلى صدور أبناء الشعب اليمني ، شماله وجنوبه !
وفي المقابل ، لا يسلم جلال هادي من استهداف الأقلام المأجورة والحملات الترويجية ، حتى في أوساط الجنوبيين أنفسهم ، رغم أن الرجل لا يحتل منصبا رسميا وليست لديه أية صلاحيات أو أرصدة مشبوهة ولم تسرب له مكالمات هاتفية أو توجيهات خطية بالتدخل في شؤون الدولة اليمنية ، وذنبه الوحيد انه " ابن الرئيس " وليس " ابن الرئيس السابق " !
هذه محاولة بسيطة لمحاولة تلمس الواقع الذي يفرض نفسه ، دون التوسع في التفاصيل الدقيقة ، وهي كثيرة كفاية لأن توضح بجلاء الكثير من الحقائق ، التي يبدو أن الوقت لم يحن بعد لمعرفتها .. ولكن على الناس أن تستعد ، من الآن ، لتعرية كل الوجوه التي تتغير مع تغير الظروف والأزمنة والرؤساء وأبناءهم !
بسام اليافعي