في زمن النظام السابق وعلى وجه الخصوص مابعد حرب العام 1994م حتى العام 2011م توالى محافظين ومدراء أمن للمحافظة عدن من المحافظات الشمالية والجنوبية والذين كانوا موالين للنظام السابق حتى النخاع، ولكن صنائع الأقدار لم تصنع معادلة كتلك التي نراها الآن وهي أن محافظ المحافظة عدن ومدير أمنها جنوبيان خالصان في آنٍ معاً في تلك الفترة.
في ذلك الزمن الديكتاتوري المذكور أعلاه لم تكن هناك إغتيالات وأعمال إرهابية في محافظة عدن إلاّ فيما ندر والسبب لايخفىٰ على الكثير من الناس لذا لاداعي لشرحه، ولكن عندما إجتمعا قائدان عسكريان لإستلام زمام الأمور للمحافظة عدن وهما عيدروس الزبيدي محافظ المحافظة ومدير أمنها شلال علي شائع إرتفعت وتيرة الإغتيالات والأعمال الإرهابية، وأرجو كلامي هذا أن لايُفهم غلط من الصيادين في الماء العكر، فالأخ المحافظ عيدروس الزبيدي رجل وطني ولا يستطيع أحد أن يزايد عليه بوطنيته مع الأخذ عليه ببعض المآخذ من جانب تعييناته، والأخ شلال مدير الأمن لايقل وطنية عن أخيه عيدروس، والذي أريد أن أصل إليه هو ذلك الولاء القوي للعصابة الإجرامية في صنعاء من قِبَل تلك الأذناب المحسوبة على جنوبنا الحبيب، والدليل مايحدث في العاصمة عدن من إغتيالات وأعمال إرهابية وكما نرى القاتل جنوبي والمقتول جنوبي والمقدرات التي دُمِّرَتْ جنوبية أما العقل المدبر ورئيس تلك العصابة والداعم المادي هو عفاش الخسيس.
كل ماذُكِر آنفاً هو رسالة لأبناء الشعب الجنوبي بأن تشتتنا وتشرذمنا لن يخدم الجنوب بل سيُمَكِّنْ أعدائنا من القضاء على المشروع الجنوبي الذي ننشده جميعاً، فعلينا أن نقف صفاً واحداً وراء قاداتنا في المحافظات الجنوبية لاسيما المحافظة عدن لأجل القضاء على تلك العصابات الإجرامية التي تعمل تحت غطاء القاعدة وتتوشح بوشاح داعش والتي عاثت في المحافظة عدن قتلاً وتدميراً وبأيادي جنوبية.
على الشعب الجنوبي أن يعلم بأننا نقف على شفا جُرفٍ هارٍ فإن لم ننتبه بذلك فسينهار ذلك الجرف وسنعود لذلك المربع الذي وجدنا أنفسنا به والذي به سُلِبَتْ حقوقنا ونُهِبَتْ ثرواتنا بعد أن تنفسنا الصعداء بالقضاء على تلك المليشيا الإنقلابية والتي كان الفضل بذلك يعود لله عز وجل ثم بجهود مثلث النصر والذي كان أضلاعه الثلاثة وهم: فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ودول التحالف والمقاومة الجنوبية الحقيقية التي لاتبحث عن الفيد والبسط على الأراضي وممتلكات الدولة.
كل ماقام به فخامة رئيس الجمهورية من تضحيات وجهود لم يدَّخِرها فخامته قابلها البعض بجحود ونكران فكالوا لفخامته أسوأ أنواع القذف والقدح بل ونادوا بتنحِّيه عن السلطة ، ومايحزننا بأن تِلكُمُ الأصوات هي أصوات جنوبية تابعة لأفراد جنوبيين خانوا الجنوب وباعوه بأبخس الأثمان والبعض الآخر منها مدعومة من قبل الرئيس المخلوع وعصابته الإجرامية، أما البقية الباقية من تلك الأصوات هي لسفهاء الناس وحَمقاهُم الذين لايدركون ولايدركون إنهم لايدركون بأنهم يرددون أصوات أصحابها خانوا الوطن.
نأتي للفئة الراقية من الناس، تلك الفئة المثقفة التي تدرك بأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي هو رجل المرحلة الذي فرض نفسه كرئيس من الجنوب وفرض نائبه ورئيس وزرائه من الجنوب وفرض الكثير من مستشاريه ونواب رئيس الوزراء أغلبهم من الجنوب، ناهيك عن أولئك الوزراء الجنوبيين، فهل كان في عهد سيد أولئك الخونة هذا الكَمُّ الهائل من القادة الجنوبيين؟ إذاً فما خطبكم أيها الخونة والسفهاء ترفعون أصواتكم وتكيلون على فخامة الرئيس قدحكم وقذفكم حتى رأينا ألسنتكم وقد تدلَّت بِقُبحِها.
أما نحن فلن نزيد عن تلك العبارة:الحمدلله الذي أوجد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في هذا الزمن.
علي هيثم الميسري