دهما يكذب، ويكذب بوقاحة، علي عبد الله صالح عفاش "الحميري" أو إسماعيل ولد الشيخ(الموريتاني).. بشكل متزامن خرج ولد الشيخ في مؤتمر صحفي مساء الأربعاء ليعلن أن الانقلابيين: المخلوع صالح والحوثي قبلا بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، وخرج صالح ليعلن أنه سيواصل القتال ولن يقبل بعودة هادي ونائبه إلى صنعاء.
هذه الرسالة، من علي عبد الله صالح والحوثيين تفند كل ما قاله ولد الشيخ، وعلى هذا الأخير أن يقول شيئاً حيال هذا التطور الخطير في موقف الانقلابيين، الذي لم يحمل جديداً ولكن خطورته تكمن في كونه جاء متزامناً مع تصريحات المبعوث الأممي التي تقول عكس ما أكده المخلوع صالح تماماً.
لقد قدم الانقلابيون التنازلات للطرف الأقوى وهو المملكة العربية السعودية، ولكنهم مصرون على عدم التعامل مع السلطة الشرعية والإذعان لها.
هذا المراوغ استبق خطابه بتسريب أخبار ملفقة عن صراع مع الحوثيين، وأوعز لبعض أسوأ سفهائه لمهاجمة الحوثيين، ليظهر هو في خطابه الليلة مدافعاً عن الحوثيين وعن قراره التحالف معهم والوقوف إلى جانبهم.
استعرض التاريخ وحرب الدفاع عن الثورة، وكأنه أحد أبطالها، ويعتقد أننا نسينا أن للسعودية فضلٌ عليه عندما أوصلته إلى السلطة وهو أقل الضباط كفاءة وأسوأهم أخلاقاً ووطنية، وحينما رممته وأعادته سليماً بعد أن تعرض لإصابات خطيرة في حادثة الهجوم عليه بمعقله الحصين في صنعاء، الذي صادف أن وقع في المسجد.
خطاب متشنج ومتوتر أراد منه المخلوع أن يستنفر أكبر عدد من المتظاهرين في ميدان السبعين السبت المقبل، في محاولة يائسة من للبحث عن شرعية لوجوده التي لم تتحقق لا عبر عملية سياسية أرادها مشوهة، ولا عبر الانقلاب والحرب، هذه المرة يريد أن يقول أنا موجود لأن هؤلاء يرغبون في وجودي.
لا تحتاج أيها المخلوع لتثبت أن معك أنصار، فالذين يحاربون في جبهات القتال يمكن أن يملأوا ميدان السبعين، والعالم أجمع يعرف انهم قطعان بشرية سائمة، لا تملك من أمرها شيئاً ولا تكترث للحياة، ولهذا تحارب بلا أخلاق وتمارس أبشع ما يمكن أن يمارسه إنسان ضد أخيه الإنسان، بفضل التعبئة الطائفية والجهوية التي يتلقونها في معسكراتك ومعسكرات حليفك المغلقة.
تقول إنك تطمح إلى التحالف مع إيران، لقد حاولت ولكن التحالف العربي العظيم أفسد خططك، وقلت إنك ستحارب بإمكانيات متواضعة، ثم عدت وقلت إن لديك ما يكفي من الأموال لإعادة الإعمار. لماذا إذا هذه السوق السوداء ولماذا يعيش المواطنون في ظل سلطة الانقلاب كل هذا البؤس والشقاء، إنك إن لم تساعدهم اليوم بالأموال التي سرقتها فلن تعيد لهم الحياة في المستقبل.
تقول إنك ستضحي بمليون إنسان، يا لك سيئ.. لماذا برأيك يتعين على اليمنيين أن يموتوا بالملايين لأجلك، وأنت الذي قتلت الشرف والمروءة في مذبح سلطتك على مد 33 سنة، ولو تلفت يميناً ويساراً لن تجد سوى أسوأ الناس الذين تسميهم شرفاء.
لأجل هذا أوقفت معاركك أنت وحليفك على الحدود وتستميت لكي تُحكم الحصار على تعز، وتريد أن تقنعنا بأنك تدافع عن اليمن.
اليوم ولد الشيخ حدد موعد الهدنة، وموعد بدء المشاورات بين الحكومة والمتمردين، فهل يدافع ولد الشيخ عن الوعود التي كالها هذه الليلة للعالم بقرب الانفراج في اليمن.
قال صالح ما كان يجب أن يقوله عبد الملك الحوثي، ولكن هذا الأخير لا أحد يعلم وضعه أو مصيره..
بقي أن أشير إلى أن مداهنة صالح للحوثيين، تؤكد حاجته لهم، لا علاقة للأمر بما يشاع عن خلافات بينهما، ولكنه لا يريد التسوية السياسية، هو يريد خلط الأوراق عبر استمرار الحرب وإظهار أن له وزن وثقل في صنعاء، حيث يختبئ، هذا ما يريد أن يحققه من خلال التجمع الذي دعا إليه السبت المقبل، والذي لن يتجاوز بضعة آلاف، وهؤلاء ليسوا بديل عن ملايين اليمنيين الذين ثاروا على المخلوع ويقاتلون اليوم من أجل استعادة الدولة.
* من صفحة الكاتب بالفيسبوك