بعض الإخوة واﻷصدقاء إنتقدوني بتكرار المواضيع وهم في ذلك على حق، وأنا أجزم بأنهم يقصدون بذلك هو الموضوع الذي يخُصُّ خونة الجنوب الذين باتوا يتباكون عليه بعد أن وقعت الفأس في الرأس، وأقول لمن إنتقدوني هذا الموضوع كل ماأتذكره أشعر بالغيض فأصُبُّ جامَّ غضبي على أولئك الذين جاءوا لنا بالنكبة الثانية التي لن نخرج منها إلّا بتحكيم العقل وبالسياسة الحكيمة التي يملكها ذو اﻷيادي اﻷمينة الذي إرتأى بأن المخرج لليمن لن يكون إلّا بالعمل على المبادرة الخليجية التي تقول في أحد بنودها المحافظة على وحدة اليمن، وتطبيق مخرجات الحوار والتي تقول أيضاً في أحد بنودها بأن شكل الدولة إتحادي بمجموعة من الأقاليم، وكما قال المثل الشعبي: إذا يدك تحت الحجر إسحبها بالبصر..فمن كانت يده تحت الحجر وسحبها بقوة حتماً ستؤلمه بل وستخدش يده وبالتالي ستحتاج أن يطببها وسيلعن اللحظة التي فكر فيها أن يسحبها بقوة، فهذا هو حالنا في الجنوب نريد فك إرتباط وجنوبنا إرتبط مع الشمال بشكل معقَّد لن ينفك إلّا بالهوينة وتلك الهوينة ستأخذ منّا عدد وافر من السنين، فهل إلتمستوا لي العذر يامن إنتقدتوني؟ .
الغريب في اﻷمر أن هناك بعض الجهلة الذين يمجِّدون زعيم الخونة ويرفعون صورهُ وكأنهم يطبقون المثل القائل: البس يحب خنّاقه، أما الذي بعثه الله لينتشل هؤلاء من المستنقع الذي فرضه عليهم ديكتاتور اليمن علي صالح فيتعاملون معه بشكل مختلف تماماً، فأنا أثناء ماكنت في مدينة عدن سمعت الكثير من سفهاء الناس يكيلون أشنع أنواع القذف والسبِّ لمن بعثه الله ليعيد لهم كرامتهم التي مرَّغَ بها في التراب ذلك الديكتاتور بل وأقصاهم من أعمالهم، فجاء سيف بن ذي يزن ليخلِّصهم من هذه النكبة حاملاً معه بشائر الخير بشرط أن يقف معه كافة أبناء الجنوب ويوحِّدوا الصف الجنوبي ويجتمعوا على كلمة سواء، فهاهم قادات الحراك الجنوبي أعلنوا بأنهم مع شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ومؤيدين كل ماتقوم به دول التحالف على الرغم من أن الحراك جاء متأخرآ بعد أن شعر بأن إنفراج الأزمة بات قريبآ وبالتالي لابد من أن يكونوا حاضرين أثناء تقسيم الكعكة، إنما خيرٌ للمرء أن يأتي متأخراً على أن لايصل أبداً، وبذلك يكون الحراك الجنوبي نجى من المصير الذي وصل إليه فرعون عندما أدركه الغرق فقال حينها وهو يصارع الموت أثناء ماكانت تتقاذفه الأمواج: آمَنْتُ أَنَّهُ لا إلٰهَ إلّا الّذيْ آَمَنَتْ بِهِ بنو إسرائيل..مع إحترامي وتقديري لشرفاء الحراك الجنوبي الباحث عن وطن وليس ذلك الحراك المتخابر مع إيران الفارسية أو مع الحوثة والمخلوع.
قاعدة الحراك الجنوبي كانوا أغلبيتهم مخدوعين بالكثير من قاداتها الذين كشفوا النقاب عن وجوههم الحقيقية في الحرب التي فرضتها قوى الإنقلاب على جنوبنا الحبيب، فالكثير من تلك القيادات الذين كانت تتعالى أصواتهم وأصموا مسامعنا بشعاراتهم الرنانة هاهم الآن نراهم وقد إنخرطوا في وضح النهار في صفوف ألدَّ أعداء الجنوب من قوى الإنقلاب على شرعية فخامة رئيس الجمهورية فمنهم من ذهب لسيده عبدالملك الحوثي يتمسّح بأقدامه ليتبارك بها ومنهم من ذهب لوليّ نعمته عفاش المخلوع.
سأذكر لكم ياإخوتي يامن عُميَت أبصاركم وبصائركم على سبيل المثال وليس الحصر أسماء البعض منهم: أحمد القنع الذي آثر حفنة المال التي إستلمها من ديكتاتور اليمن، ناصر باقزقوز الذي كان يتشدَّق بدور الحراك الجنوبي في حضرموت وهاهو الآن من أحد المتحدثين الرسميين لأنصار الشيطان (الحوثة) ، خالد بارأس الذي كان يعتبره الكثير من الحراكيين بأنه الأب الروحي للحراك الجنوبي فباع تاريخه المجيد وباع القضية الجنوبية وشعب الجنوب مقابل أن يستر عليه المخلوع ولا ينشر صوره وهو في وضع مخلّ للآداب(كما قيل لي) فأنا بصراحة أستر ماستر الله، أما الخائن الأكبر فكان عبد العزيز بن حبتور الذي إستلم الملايين الخاصة بالمحافظة عدن وتآمر بمحاولة إغتيال على فخامة رئيس الجمهورية وباع القضية الجنوبية وبذلك إستحق أن ينال شرف اللقب مع مرتبة الشرف الخاصة بالخونة، والمدعو بن يحيى صاحب الإعلان الدستوري الخاص باللجنة الثورية لأنصار الشيطان، بالإضافة إلى خالد الديني المحسوب على عفاش، علياء فيصل عبداللطيف الشعبي الحوثية، آزال الجاوي الحوثي..وغيرهم الكثير الذين إنكشفت أوراقهم وكذلك الكثير ممن تخفّوا بقناع الحراك الجنوبي والذي لم تنكشف أوراقهم بعد.
فعلى كل الحراكيين الذين كانوا يعتصمون بالساحات بمئات الآلاف أن يدركوا بأنهم مغرّر بهم من قِبَل الكثير من القيادات الحراكية وليس الجميع، وأقول لهم مطالبكم مشروعة وعليكم الإستمرار ولكن كما قلت فيما سبق من كانت يده تحت الحجر فعليه أن يسحبها بالبصر حتى لاينجرح، أيضاً يجب أن تعلموا بأن المطالب لاتأتي بالتمني إنما تأتي باﻷسباب(ليس نيل المطالب بالتمني..ولكن تؤخذ الدنيا غلابا) فعليكم أن تعملوا باﻷسباب وأنتم إتخذتم أوهن اﻷسباب تماشياً مع من ركبوا موجة الحراك الذين يستلمون اﻷموال الطائلة من أعداء الجنوب لإطالة أمد اﻷزمة وأنتم لديكم وأمامكم الحل وهو الإصطغاف خلف القائد الذي أراد لكم إستعادة كافة حقوقكم وهو فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي فهو الوحيد الذي يمتلك الشرعية التي من خلالها سيلبي مطالبكم ولكن حسب مقتضيات المرحلة، اللهم إني بلغت اللهم فأشهد .
علي هيثم الميسري