لوحظت في الآونة الأخيرة ما يمكن تسميته بـ " موضة الاعتراض " ، لدى بعض الناس على قرارات رئاسية أو حكومية وكأن هذه الأمور التي تخص الدولة والمؤسسات خاضعة لتقديرات الآخرين وللتصويت في برلمانات " الفيسبوك " والمنتديات والمقايل !
والشيء المثير للانتباه أن هذه الاعتراضات والانتقادات لقرارات تعين أو إقالة وو الخ ، تتزامن مع تسريبات بإقالات وتعيينات ، فخلال الأسبوع الجاري ، شهدنا تسريبات فظيعة لتغييرات في قيادة الجيش ورئاسة الأركان والمناطق العسكرية ، ومن يقرأ تلك التسريبات بلا وعي ، يشعر أننا إما في وضع طبيعي جدا يسمح بإجراء تلك التغييرات وإما في وضع كارثي يفرض تلك التغييرات ، وكذلك الحال مع محافظ مأرب وغيرها من القضايا ..!
الآن قامت الدنيا ولم تقعد بسبب تعيين مدير جديد لشركة النفط ، ولم ينطق احد بكلمة واحدة إزاء التزوير والافتراء الكبير على الرئيس هادي وفبركة قرارات باسم الرئاسة لمرات عديدة !
الشيء المؤكد ، بدون جدال ، أولا أن تلك التسريبات تصدر عن مطابخ وهي – تقريبا – نفس المطابخ التي تصدر عنها الاعتراضات ، وثانيا أن كل ما يحدث من محاولة بلبلة وتشويش وتحشيد للرأي العام والبلد في حالة حرب ، يخدم عفاش !.
المسألة ليست تكميم أفواه أو عدم قبول بالرأي الأخر ، ولكنها مسألة مخطط واضح المعالم ومتكامل الأركان بأن ما حدث ويحدث ليس من باب النصح أو التصويب أو التنويه لأي خطأ قد يقع فيه أي كائن بشري ، ولكنه نوع من النكاية الواضحة والمؤامرة لإفساد كل شيء وعدم السماح لهادي وحكومته العمل على لملمة الأوضاع وإنهاء الأزمات المتفاقمة لهذا الشعب ..!
بسام اليافعي