صدور قرار التعيينات التي أصدرها فخامة رئيس الجمهورية كان قراراً صائباً بكل ماتحمله الكلمة من معنى، وكان القرارين ينصان بالآتي: أولاً تعيين اللواء علي محسن الأحمر نائباً لرئيس الجمهورية، ثانياً تعيين الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيساً للوزراء.
منصبين وزعا على رجلين كان يتقلدهما رجل أقل خبرة وتجربة من هذين الرجلين، ففارق السن واضح وفارق الممارسة والتجربة يعرفه كل متابع للشأن اليمني .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا في هذا التوقيت كان صدور القرار؟ على الرغم من أننا كنا نتوقعه فيما مضى من زمن حينما كنا نسمع بأن فخامة رئيس الجمهورية كان في خلاف مع خالد بحاح رئيس الوزراء آنذاك ، وهل قرار التغيير هذا بسبب الشطحات التي كان يمارسها خالد بحاح والممارسات المشبوهة ومنها لقائه ببن سميط الذي جاء هذا الأخير ليلتقي بفخامة رئيس الجمهورية فيما يخص نفط الضبة في الشحر وشركة المسيلة، بالإضافة إلى تواصله مع الحوثيين لقبول القرار الذي يقول أن الرئيس عليه أن يسلم الدولة لنائبه وبذلك سيكون رئيساً للدولة بمباركة وقبول من الحوثة .
أما الممارسات الأخرى وهي تأخيره العمل الإقتصادي للدولة ومنها إنشاء شركات إتصالات لفتح حسابات في البنك المركزي فرع عدن حتى تكون الإيرادات لهذا البنك ويصرف من خلاله معاشات المجندين في عدن، وهناك المزيد من الممارسات الخاطئة والمتعمدة التي كان المقصود منها إفشال الحكومة وإفشال فخامة رئيس الجمهورية في إنشاء دولة نظام وقانون .
أنا على يقين بأننا سنسمع ونقرأ من كثير من الصيادين بأن التعيينات كانت فاشلة وخصوصاً تعيين اللواء علي محسن الأحمر، فهؤلاء لايفكرون إلا بأحقاد الماضي بسبب مشاركة هذا الرجل في الحرب على الجنوب في العام 1994م وإنتمائه لحزب الإصلاح، هذه اللهجة صارت عتيقة وعقيمة لاتسمن ولاتغني من جوع لاسيما في هذه المرحلة، وفخامة رئيس الجمهورية يدرك مايفعله وكل خطواته مدروسة، أما أنتم ياأخوان إنتقاداتكم وتحليلاتكم لاتجدي نفعاً ولاتمت بصله للواقع الجديد الذي نعيشه .
تعيين اللواء علي محسن الأحمر نائباً لرئيس الجمهورية جاء لمتطلبات المرحلة، غير ذلك فإن هذا المنصب في رأيي منصب فخري ولم يأتي إلا لإسدال الستار على المرحلة القادمة، فكما قلت في مقال سابق بعد تعيين اللواء علي محسن الأحمر نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأن هذا الرجل جاء ليمارس دوره للعمل على إنتهاء الأزمة، أولاً لإنهاء تمرد المليشيا الإنقلابية في المناطق الشمالية، ثانياً ليتأهل لأن يكون رئيس الإقليم الشمالي .
أما قرار تعيين الدكتور أحمد عبيد بن دغر فإنه لايقل أهمية من قرار تعيين اللواء علي محسن الأحمر، فالدكتور بن دغر سياسي مخضرم عاصر الكثير من المراحل، وهذه المرحلة تتطلب شخصية متمرسة تجيد السياسة التنموية عكس من كان سلفه الذي تعمد أن يتقاعس ويتهاون في العملية التنموية .
وفي الأخير نسأل الله أن يسدد خطى رئيس الجمهورية ويصبره على ماسيقول عنه سفهاء الناس والحاقدين عليه، ويوفق حكومتنا برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر لما فيه خير للشعب اليمني، كما أسأل الله أن لانسمع نعيق الغربان في قادم الساعات وقادم الأيام فيما يخص قرارات التعيين لفخامة رئيس الجمهورية .
علي هيثم الميسري