سيبدأ مؤتمر جنيف 3 المتوقع إنعقاده في الثامن عشر من هذا الشهر..عفواً عفواً أقصد محادثات الكويت بين طرفي النزاع وهما الحكومة الشرعية والمليشيا الإنقلابية .
وجه الإختلاف بين محادثات الكويت ومؤتَمَري جنيف 1 وجنيف 2 هو إن طَرَفي الإنقلاب الحوثي وعصابة المخلوع أبدوا موافقتهم في هذه المحادثات على تنفيذ جميع بنود القرار الأممي 2216 والعودة إلى تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وكذلك الشروع في تنفيذ مخرجات الحوار، أما في مؤتَمَري جنيف 1 وجنيف 2 كانت جميع العوامل مختلفة فكانت تلك المليشيا الإنقلابية تشعر بالغرور والإستعلاء كون قواتها تسيطر على مساحات واسعة من المناطق اليمنية، لذلك كانوا الانقلابيين يشترطون ببعض الإشتراطات التعجيزية لإفشال مؤتَمَري جنيف 1 وجنيف 2 ظانِّين بأنهم سيحسمون الأمر عسكرياً .
في زمن محادثات الكويت تغيَّرت المعادلة وتحولت الأمور لصالح الشرعية فأصبح الانقلابيين يشعرون بذلك وكان دليلهم هو أماكن معيشتهم وهي جحور الجرذان في المدينة صنعاء المحاصرة من قِبَل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ودول التحالف، لذلك وافق الإنقلابيين على الدخول في محادثات الكويت مع موافقتهم على تنفيذ جميع بنود القرار 2216 .
التفاؤل الذي يحدوني وكذلك الكثير غيري في نجاح المحادثات وإنتهاء الأزمة قد يتبدَّد إن إصطدم بعقبة تدخُّل طرف ثالث وأقصد هنا أمريكا أو روسيا أو الدولتين معاً، فهاتين الدولتين تسعيان لإفشال دول التحالف وعلى الأخص المملكة العربية السعودية، لذلك قد يكون ثمة إتفاق بين المليشيا الإنقلابية وهاتين الدولتين بموافقة تنفيذ القرار الأممي ثم النقض لإطالة أمد الأزمة مابين إتفاقيات ومحادثات ومؤتمرات وكذلك مواجهات عسكرية .
حتى هذه اللحظة منذُ إعلان الهدنة بين طَرَفي النزاع إخترقت المليشيا الإنقلابية الهدنة في الكثير من مواقع المواجهات وهذا يثبت صحة مخاوفي بأن المحادثات ستبوء بالفشل أو إفشالها إن صحَّ التعبير .
في تقديري من مصلحة الشرعية اليمنية ودول التحالف إستمرارية الحرب حتى القضاء على تلك المليشيا الإنقلابية التي وإن تم الاتفاق معها دون القضاء عليها سيظل خطرها قائماً وستظل الدولة الإيرانية تتربّص بنا وببلدنا إلى أن تنجح بإرساء مشروعها الفارسي .
كل مقومات الإنتصار في هذه الحرب تُصَب في مصلحة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ودول التحالف، فكما نعلم بأن المحافظة صنعاء وقيادات المليشيا الإنقلابية تقبع في جحورها ولم يتبقى إلا ساعة الصفر لإعلان الهجوم على المحافظة صنعاء وتحريرها من براثن تلك المليشيا وعودتها إلى الحكومة الشرعية وقائدها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ومن ثم ستعود تلقائياً باقي المناطق المحتلة فحريٌّ أن تموت الأفعى إن قُطِعَ رأسها، وساعة الصفر هذه ستبدأ بمجرد إعلان فشل محادثات الكويت .
كل ماطُرِحَ آنفاً يُسمّى باللغة العربية [ التشاؤل ] فأرجو المعذرة من المتفائلين والمتشائمين وكل التحايا لجميع المتشائلين.. وجميعكم دمتم بخير .
علي هيثم الميسري