كان جنيف 2 مثل جنيف 1 وهاهي محادثات الكويت تسير بنفس الفلك ويبدو بأن مصيرها سيكون كمصير جنيف 2 ومن قبله جنيف 1 ..وعجبي .
هل يُعقل لمليشيا إنقلابية تعجن مجلس الأمن عجين وتفرض مواقفها الألعوبانية بالشكل الذي نراه؟ إلا إذا كانت هناك أيادي خفية تستقوي بها تلك المليشيا، وأقصد هنا دول عظمى كروسيا وأمريكا اللتان تلعبان بدول العالم حسب ماتقتضيه مصالحهما .
وهل يُعقل أن أسباب تأخير المحادثات وإرجائها هي خلافات الطرف الإنقلابي وهي مليشيا المخلوع والحوثي؟ كيف للاعبين في فريق واحد وهدفهما واحد سيختلفان؟ لن تنطلي تلك الألاعيب على طفل فكيف ستنطلي على رجل راشد؟ .
من المُسَلَّم به أن حكومتنا الشرعية يجب أن تمتثل لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولكن بمجرد إعلان المليشيا الإنقلابية عدم حضورها المحادثات أو حضرت ولكنها أفشلت المحادثات كعادتها على الحكومة الشرعية أن ترمي قرارت مجلس الأمن عرض الحائط وتشرع بإلقاء أوامرها للجيش الوطني والمقاومة الشعبية بإقتحام صنعاء وتحريرها من مخالب تلك المليشيا الإنقلابية، وعلينا أن ندرك بأنه لن يتأتى ذلك التحرير الذي طال أمده إلا بإحضار النية والإحساس بالوطنية وليس بالتبعية ومن ثم الشروع بالقتال ورفع وتيرته، ويبدو أن كل ماذكرته معدوم في قلوب أفراد هذا الجيش وتلك المقاومة التي يقال عنها هناك بأنها شعبية .
والله نحن سئمنا الإنتظار في الجنوب والترقب في تحرير المناطق الشمالية، فعلى العصا الغليظة أن تتحرك بقوة، فكما يُقال العصا لمن عصى..فمن كانت بيده عصا ورفعها ليضرب بها فحريٌّ به أن يضرب بقوة حتى توجِع من عصى، والمليشيا الإنقلابية لم تعصي الدولة فحسب بل طغت وبغت وقتلت وشرَّدَت ويتَّمَت ورَمَّلَت وأما التدمير فحدِّثي ولا حرج أيتها العصا الغليظة .
إذا كانت تلك العصا الغليظة التي إستلمت مهام تحرير صنعاء والمناطق الشمالية القابعة تحت وطأة المليشيا الإنقلابية تتعامل مع أبناء جلدتها بالرأفة واللين خلاف ما إرتكبته من جرائم حرب في الجنوب فمعنى ذلك على القائد الأعلى للقوات المسلحة أن يغيِّر تلك العصا الغليظة بهراوة أشدُّ قسوة وأكثر غلاظة وإلا ستظل الأزمة اليمنية تراوح مكانها مما قد يُبعِث هذا التقاعس اليأس في نفوس قيادات دول التحالف فتنسحب من اليمن تدريجياً ونعود لنقطة الصفر .
على تلك الأقلام رخيصة الأجر التي صبَّت كل أحقاد زعمائها اللصوص على فخامة رئيس الجمهورية أن تعيد التفكير في كل ماتكتب وتتأمل وتنظر لكل تلك الجرائم التي إرتكبتها المليشيا الإنقلابية بحق أهلهم في صنعاء وعدن وتعز وفي كافة أصقاع اليمن وعلى وجه الخصوص ماحصل من جرائم في تعز الجريحة..تعز التي جرحها الكثير من أبنائها الذين يحاربون في صفوف المليشيا الإنقلابية، وأولئك الأذناب الذين يحاربون بأقلامهم مع الإعلام المليشاوي وأيضاً أولئك الأزلام إعلاميي حزب الإصلاح الذي يحارب كل جهود الحكومة الشرعية الممثلة بفخامة رئيس الجمهورية، فهل من إعادة النظر وتبدأوا في تكثيف مجهوداتكم وصبّها في الناحية الأخرى جهة المليشيا الإنقلابية التي لم ترحم أهلكم وخصوصاً في وطنكم إقليم الجند الذي أراده لكم الرجل الذي حاربتوه لأجل دراهم معدودة؟ .
عدن تحررت في يوم وليلة بمجموعة من شباب وكَهَلَة المقاومة الشعبية وبعض من القيادات العسكرية والجنود الأوفياء وصنعاء لم تتحرر منذُ شهور على الرغم من كل ماتملكه القوة العسكرية من عتاد ودعم التحالف، فبهذه القوة الضاربة ليس صنعاء ستتحرر فحسب بل أيضاً ستتحرر دولة فلسطين من الدولة اليهودية المُغتَصِبَة..ولكن ثمة في الأمر سر !! .
علي هيثم الميسري