سمعنا الكثير وقرأنا أكثر عن فساد وتواطؤ رئيس الوزراء السابق خالد بحاح وبعض الوزراء والمسؤولين وعلى وجه الخصوص وزير النقل السابق بدر باسلمه، فبمجرد إعلان القرار الرئاسي بإقالة خالد بحاح من منصبيه كثرت السكاكين حول هذا الرجل بحق وبغير حق، فوجه الحقيقة هي إنه أخفق في ظل الظروف الإستثنائية في إدارة الكثير من المسؤوليات ذات الأهمية البالغة وعلى سبيل المثال وليس الحصر ملفي الجرحى والشهداء وأيضاً فشل في حلحلة الكثير من الملفات الشائكة ذات الأهمية .
أما فيما يتعلق بإتهامه بالخيانة والتواطؤ مع المليشيا الإنقلابية فلا أظن بأن هؤلاء الجزارين الذين يحملون السكاكين والسواطير قد أصابوا الحقيقة، فمكتب رئيس الجمهورية أصدر حينها بياناً في إقالة خالد بحاح وتعيينه مستشاراً وذكر البيان أسباب الإقالة وهي عدم مقدرته على إدارة المهام المنوطة به في هذا الظرف الإستثنائي، ولم يذكر البيان بتواطؤه أو خيانته كما إدعى ذلك الإعلام الرخيص وكما سمعناه من أفواه حامليِّ السكاكين .
أما بالنسبة لوزير النقل السابق فإقالته دخلت بها الكثير من العواطف والمشاعر الإنسانية والرأفة، فكان ينبغي بعد قرار الإقاله تتبعه إجراءات حازمة كأن يُزَجُّ به في السجن أو فرض عليه الإقامة الجبرية، وكان من المفترض أن يُصدَر بيان في حق هذا الوزير الفاسد فيما يتعلق بأسباب إقالته والتوضيح بالأرقام حجم الفساد والأموال التي إستلمها أثناء إستلامه حقيبة وزارة النقل، فهذا الوزير تعامل مع وزارته وكأنها إحدى شركاته وجنى منها ملايين الريالات السعودية فقط في بيع التصاريح، وفي رأيي هي التي أطاحت برأسه .
أليس من حق الشعب اليمني أن يطِّلع ببيان رسمي على حقيقة الفساد للوزراء والمسؤولين المقالين وبحجم المسروقات ومحاكمة المفسدين وإيداعهم السجون وإعادة المبالغ المبالغ المنهوبة إلى خزينة الدولة حتى تكون تلك الإجراءات رادعة لكل من تُسَوِّل له نفسه الإحتذاء بأولئك المفسدين .
هناك سؤال أثار فضولي وهو: لماذا عيّن رئيس الوزراء السابق خالد بحاح وزير النقل السابق بدر باسلمه مستشاراً له؟ لاسيما بأننا نعيش في زمن رئيس لايُظلَم عنده أحد وليس في زمن النظام السابق رئيسه ظلم الشعب اليمني أجمع بأن ترك الفاسدين ينهشون في جسد الشعب دون رادع وإن أراد أن يعاقب وزيراً يُعيِّنهُ مستشاراً له أو يوكِل إليه مهمة ما، وعلى ذلك فإنني أجزم بأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لا يعلم بالتعيين المذكور أعلاه قبل أن يطير بدر باسلمه إلى ألمانيا.. والله أعلم .
علي هيثم الميسري
