ها هو الجيش الوطني يتحرك اليوم بمساندة طيران التحالف، لإنهاء سيطرة القاعدة على مدينة المكلا وجزء مهماً من ساحل حضرموت، وهي المناطق التي سُلمت لهذا التنظيم من قبل الجيش السابق والأجهزة الأمنية الموالية للمخلوع صالح.
على الفور تعمد الانقلابيون إلى إنهاء الهدنة على الحدود مع المملكة، لتندلع مواجهات حامية الوطيس من القصف المتبادل بين المتمردين والجيش السعودي.
لا يمكن إذا فهم تدهور الموقف على الحدود في معزل عن المعركة الهامة التي اندلعت في حضرموت والتي إن انتهت بالقضاء على القاعدة هناك، فإنها ستكون قد سدت واحدة من الذرائع الأساسية، التي ستفسد على الغرب خطته في دعم وتمكين ميلشيا طائفية في اليمن، لأنها تتبنى أيديولوجية معادية للـ:"القاعدة".
وفي الحقيقة كنت أتساءل لماذا تأخرت معركة حضرموت مع "القاعدة"، حتى ولو عبر العمليات الجوية إذا كان الأمر يتعلق بصعوبة توفير تلدعم اللوجستي الأرضي، خصوصاً وأن وحدات القوات المسلحة التي أعلنت ولاءها للشرعية في حضرموت تمتلك من السلاح والرجال ما يكفي لخوض المعركة مع بضع مئات من عناصر القاعدة الذين مكنتهم انتهازية صالح من السيطرة على أهم مدينة يمنية على ساحل بحر العرب وأعني بها المكلا.
لقد تعرض موقف الانقلابيين لاهتزاز كبير بفعل المعركة التي يخوضها الجيش والتحالف ضد القاعدة في حضرموت ، ولهذا أرادوا خلط الأوراق، بتفجير الموقف على الحدود، وقد تتداعى الإخفاقات التي تعصف بمشاورات الكويت، وتدفع بها إلى فشل لا يمكن التكهن بنتائجه.