نعم احمد باحاج شهيدك ياوطن ففي مثل هذه الأيام من العام الماضي فقدنا اخانا المحافظ البطل الذي ارتقى الى ربه شهيدا - احمد علي باحاج - في جريمة من جرائم الحرب الغادرة التي شنها الانقلابيون على أبناء هذا الوطن ولقد كان خبر استشهاده صاعقا وعلى وجه الخصوص لمن يعرفون الشهيد، وكانت معرفتي بشهيدنا منذ سنين طويلة وكان تواصلنا مستمرا وخاصة في أوقات الأزمات التي كانت تضرب هذا البلد وكان احمد باحاج ذاك الرجل الوديع الهادئ البسيط الذي كان بامكانه ان يعيش حياة هانئة رغيدة لو أراد فهو رحل ميسور الحال ، ولكن أنى لمثل احمد سليل العائلة الكريمة الشجاعة مقدمة التضحيات ، ان يرى وطنه في مثل هذا السَّعير وينعزل جانبا ، وكانت الفتنة التي افتعلها الانقلابيون قد احرقت البلد من اقصاه الى اقصاه ، ولم تكن شبوة موطن الحضارة والرجولة بمنأى عن سهامهم ، بل تم استهدافها بشكل متعمد ، كما استهدفت كل مناطق البلد وعلى وجه الخصوص المناطق الساحلية التي كانت شبوة من أهمها ، وتم مهاجمة مناطق شبوة وإخضاعها بطرق شتى حتى سقطت عتق عاصمة المحافظة ، وكان أمل الانقلابيين ان يقضوا على معاني الرجولة والشجاعة ويخضعوها قبل ان يستولوا على البر والبحر ولكن الرجولة والشجاعة عندما تكون عناوينها رجالا مثل شهيدنا احمد باحاج من الاستحالة ان تقهر .
كان لقائي الأخير بالشهيد في شهر مارس 2015 حيث كان في زيارة لعدن يجمع الرجال ويرص الصفوف وهو يؤكد ان المعركة قادمة قادمة ، وان للوطن راية واجبنا ان نحميها جميعا ، وكانت اياما صعبة ، الكثيرون فيها يتقهقرون ، واخرون يراوغون ، واصحاب الشعارات الخداعة وحاملو رايات الفتن يغيرون راياتهم وينصبون الكمائن لكل القيم والاعراف الصادقة ، ولكن احمد باحاج رحمه الله ظل على عهده في حب هذا الوطن ، يجمع حوله كل الطيبين الذين ثبتوا في هذه الأوقات العصيبة ويعلنها صريحة اننا نرفض الحرب وإراقة الدماء ولكن اذا لم يكن من الموت بد فمن العار ان تموت جبانا .
ومضت الأيام ثقيلة كئيبة والانقلابيون يجتاحون البلد وينتهكون الحرمات ويدمرون كل ماحولهم وشهيدنا يأبى ان يخضع لطغيان القوة وان يترك وطنه رهينة في أيدي الطغاة ، ويظل متنقلا من منطقة الى اخرى يدافع عن القيم التي تربى عليها رافضا للانقلاب والانقلابيين متشبثا بحب هذا الوطن وفي حق المواطن البسيط في حياة حرة كريمة على ارضه وكان تواصلي الأخير معه في شهر مايو 2015 قبل استشهاده بأيام وكنت حينها في منطقة قريبة منه وكان ذلك اخر العهد به .
واليوم وبعد مرور عام فيحق للوطن ان يفتخر بشهيده احمد باحاج خاصة وانه الشهيد الوحيد من محافظي المحافظات ، وليعلم الجميع ان تضحيات الشهداء والمقاومين لن تذهب هدرا وهاهو المشروع الانقلابي يترنح ويخسر الارض يوما بعد يوم وهاهي المناطق تتحرر منطقة بعد منطقة وما علينا الا رص الصفوف ومواصلة المسير حتى تتحقق كل احلام الشهداء .
رحم الله الشهيد احمد علي باحاج شهيدك ياوطن ، ورحم الله كل الشهداء ومن على هذا البلد بالحرية والأمن والاستقرار .