ينتظر أبناء عدن البسطاء والفقراء صيف ساخن شديد السخونة سيعيشونه دوناً عن غيرهم من المسؤولين واللصوص والتجار والحكومة القابعة في الرياض .
فقد كُتِبَ على أبناء عدن ضنك العيش على مر الأزمان، ففي هذه الأيام وفي هذا الصيف تفاقمت أزمة الكهرباء في المدينة عدن بسبب ممارسات الفساد التي لايزال يمارسها المسؤولين منذُ عهد النظام السابق في هذه المؤسسة الحيوية والمهمة جداً جداً، فمنذُ أشهر قليلة ماضية إستلمت مؤسسة الكهرباء منحة مالية من إحدى الدول المانحة تقدر ب 120 مليون دولار كدفعة أولى لمعالجة مبدئية لمشكلة الكهرباء ولكن للأسف تَبَخَّرَ هذا المبلغ ولم يستفيد منه أبناء عدن لحل مشكلتهم المتعلقة بالكهرباء، ومازادنا حسرةً وألم أن حكومتنا الموقرة لم تحرك ساكناً وعلى الأخص وزير الكهرباء عبدالله الأكوع، فالحكومة اليمنية لم تخصِّص ولو جلسة واحدة من جلساتها المتعددة في النظر لهذا الملف المهم لأبناء عدن كونها منطقة ساحلية شديدة الحرارة، أما وزير الكهرباء وهو المسؤول الأول في حل هذا الملف لم نراه أو نسمع بأنه تنازل من وقته الثمين لحل مشكلة أبناء عدن مُتَّبِعاً المثل القائل: من يده بالماء ليس كمن يده في النار، وعندما وصلته أخبار عن إختفاء أو على الأحرى إختلاس ال 120 مليون دولار لم يُكَلِّف نفسه حتى بفتح تحقيق عن تلك الحادثة وكأن الأمر لايعنيه وأنتم ياأبناء عدن إذهبوا للجحيم .
فالآن مايجب على الوزير هو شد الرحال إلى محافظة عدن ليحل المشكلة التي يعاني منها أبناء عدن جرّاء الإنقطاعات المتكررة للكهرباء، فهو طالما وإنه في الرياض بمعيَّة أسرته الكريمة ويعيشون رغد العيش وبهواء المكيف ونور المصابيح فلن يشعر بمعاناة أبناء عدن المساكين والبسطاء الذين لايمتلكون قيمة مولد صغير يشغِّل مروحة ومصباح فباتوا يفرحون بساعتين كهرباء ويندبون حظهم بخمس ساعات بدون كهرباء .
وطالما أن معالي الوزير لايعاني مايعانيه أبناء عدن ولا يأبه لمعاناتهم فعلى السيد بن دغر رئيس الوزراء أن يُكَلِّف هذا الوزير الغير مبالي للنزول إلى عدن لحل هذه المشكلة، فإن كان مُبَِّرر الوزير خشيته النزول إلى عدن كونه محسوب على حزب الإصلاح المرفوض في عدن فعلى هذا الوزير يقوم بتكليف من ينوب عنه على أن يكون جنوبي ليحل مشكلة أبناء عدن وكذلك فتح تحقيق عن إختلاس ال 120 مليون دولار .
شاهدنا الكثير من المليونيات التي دعت إليها شخصيات إنفصالية للنزول إلى الساحات لتعبِّر من خلالها المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية أو تلك التي تُعَبِّر عن عودة الجنوب العربي بلا هوية، ولكننا للأسف لم نرى أي مليونية تُطالب بعودة كهرباء عدن، والمثير للدهشة في تلك المليونيات مظاهر مقززة وهي رفع صور علي سالم البيض على الرغم من أن هذا المخلوق لم يكلف نفسه بالتبرع لأبناء عدن بمولد كهربائي قد يساعد في حل جزء من هذه المشكلة وبأموال الجنوب التي نهبها وليس من ماله الخاص فهو لايملك مالاً خاصاً به لإنه على حسب علمي لم يكن في يوم من الأيام يمتلك تجارة أو إنه يملك إرثاً من أسرته، بل ذهب ليزوج إبنتيه بملايين الدولارات ومنح أبنائه ملايين الدولارات لمشاريعهم الخاصة، أما عنه وعن نزواته فقد صرف ملايين الدولارات لسهراته الحمراء مع العاهرات في أرقى الفنادق العالمية، وأنت ياشعب الجنوب وعلى الأخص أنتم يا أبناء عدن لاتنسوا أن ترفعوا صور هذا المسخ المدعو علي سالم البيض في كل مليونية تنادوا بها بإستعادة دولة الجنوب أو كما يدعي البعض الجنوب العربي بلا هوية .
كيف ينادون بإستعادة دولة الجنوب وقد إستعادها لهم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي؟ أليس هو من سلَّم محافظة عدن لأبناء الضالع وحولوها إلى ضالع أخرى؟ أليس هو من سلم محافظة لحج لأبنائها؟ أليس هو من سلم محافظة أبين لأبنائها؟ وكذلك الضالع وحضرموت والمهرة وسقطرى، أما عن شبوة فليس لديَّ ما أقوله .
وأخيراً ماذا لو إجتمع مجموعة من التجار الجنوبيين المحبين للجنوب والداعمين لإنفصاله بالأموال الطائلة وإتفقوا على التبرع للمحافظة عدن بمولدات كهربائية مؤقته لينعم إخوتهم أبناء عدن البسطاء والفقراء بصيف رمضان القاتل ريثما تعود حكومتنا الموقرة من المنفى وتحل مشكلة الكهرباء وللأبد؟ فهل بعد تبرعهم هذا سيعلنون إفلاسهم؟ لا والله..بل سيزدادون غنىً فوق غناهم..فقد قال رسولنا الكريم: مانقص مال عبد من صدقة .
علي هيثم الميسري