تباينت ردود الأفعال خلال اليومين الماضيين على خلفية ترحيل مواطنين يمنيين شماليين من محافظة عدن، فالبعض يقول بأن هذا الإجراء صحيح وقانوني ولا غبار عليه والبعض الآخر يقول إن هذا إجراء تعسفي له نزعة عنصرية إنفصالية وعواقبه وخيمة وينذر بكارثة عظيمة..ياترى أي من الفريقين رأيه هو الصائب؟.. الأيام القادمة هي التي ستأتي بالإجابة .
إنما هل الخطة الأمنية التي سمعنا عنها منذُ أن توليا المحافظ ومدير الأمن الجديدين زمام الأمور في المحافظة عدن تبدأ بهذا الإجراء الذي أثار ردود أفعال الكثير من الجماهير الجنوبية بصفة خاصة؟..بمعنى هل الخطة الأمنية تبدأ بالتفتيش عن الهوية الشخصية لكل فرد أكان شمالي أو جنوبي كما تقوله اللجنة الأمنية الوهمية؟ .
إذا كانت بالفعل الخطوة الأولى في الخطة الأمنية تبدأ بهذا الإجراء المذكور فمعنى ذلك أن أمن عدن على حافة كارثة لا يعلم بها إلا العقلاء، وأن أفراد اللجنة الأمنية ورئيسها مجموعة من المراهقين..مع إحترامي الشديد لمن أَوكَلَ لهم هذه المهمة .
بالأمس كان الطاغية علي عبدالله صالح في أثناء رئاسته وقبل أن يُخلع يمارس الظلم والعنصرية على أبناء الجنوب من كوادر وقيادات عسكرية فأقصاهم من أعمالهم وأرسلهم إلى بيوتهم حتى لاحت عبارة شهيرة ( خليك في البيت )، فمن كانوا في المناطق الشمالية رُحِّلوا إلى مناطقهم في الجنوب، ناهيك عن أولئك الذين شُرِّدوا خارج اليمن،ما أقصده هو بالأمس كان الجنوبيين يُظلَمُون واليوم هُمُ الظالمين .
مايحدث في المحافظة عدن ليس له علاقة بالترتيبات الأمنية إنما يحمل في طيَّاته نوايا خفية لايعرفها أولئك المُطبٍّلين المؤيدين لتلك الإجراءات التعسفية، فالأمن لن يستتب في المحافظة بترحيل بائعي الخضار لعدم حملهم هوياتهم الشخصية .
مُنَفِّذي تلك الإجراءات التعسفية البعض منهم ينفِّذ أجندة لجهات تعمل لإثارة الفتنة لإضعاف شرعية رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وأيضاً لمآرب أخرى، والبعض الآخر إنجَرَّ وراء تلك الموجة وينفِّذ تلك الأجندة وهو لايعلم .
الذي أثار إنتباهي بعد تلك الزوبعة هو طلَّة وجوه تابعة لحزب الإصلاح لتزيد من إثارة الغبار التي خَلَّفتهُ تلك الزوبعة وهما: حميد الأحمر المشهور بحميد صندقة فهذا الوجه أقبح وجه رأته عيناي .
يقول حميد صندقة: لو طلب الجنوبيون الوحدويون مننا التدخل ستتدخل قبائل الشمال وحزب الإصلاح عسكرياً..هذا ماقاله حميد صندقة.. أما علي هيثم الميسري فيقول: أولاً ياحميد صندقة أنت آخر من يتكلم عن التدخل العسكري، فإن كنتَ متواجداً بصنعاء في هذه الأثناء كنت سأصدق ماتقول ولكنك كنتَ أوَّلَ من حَزَمَ حقائبه وفَرَّ كالجرذان خائفاً مرعوباً من الحوثة أقزام الفرس..ثانياً الجنوبيون لايستجدون ولايسترجون النساء أو أشباه الرجال لنجدتهم ومساعدتهم، فقبائلكم الذين نَعُدُّهُم من الرجال هم الذين وقفوا وثبتوا في وجه الحوثي وأزلامه وجيش المرتزقة التابع للرئيس المخلوع وهم الآن مشغولون في جبهات القتال أما البقية الباقية فعلمهم عند ربي..ثالثاً حزب الإصلاح كيف له أن يحارب وقد مسح به الحوثي شوارع صنعاء فَشَرَدَ جميع منتميه مُتَفَرِّقينَ تائهين في عدة جهات؟ وكيف له حزب الإصلاح أن يحارب أبطال لَقَّنوا من شَرَّدُوُكُم من اليمن دروساً في القتال لا تُدَرَّس إلا في أرض الجنوب؟ .
أما الوجه الآخر يا أحبتي الأكارم فهو من الجنس الثالث ويمتلك وجهاً نسائياً وحتى لا أكون ظالماً سأقول ملامحه تحمل الكثير من الأنوثة حتى أمسيتُ حائراً أأُخاطُبَهُ على إنه ذكر أو أنثى..إنه مروان الغفوري..فقد أطَلَّ مجدداً ذو الملامح الأنثوية قائلاً: ستتحول تعز مع عفاش والحوثي في القضاء على الإنفصاليون العدنيون.. بما إنك يامروان قد أثَرتَ غيظي وبما إنك تحمل جينات أنثوية أكثر من الذكورية فسأدعوك مروة الغفوري .
يا أخت مروة هناك مثل يقول: الذي مانفع أمه كيف له أن ينفع خالته...أولاً مدينتك تعز لم تزل تقبع تحت وطأة الإحتلال الحوثي العفاشي..( نسأل الله برحمته أن يفك أسر مدينة تعز الغالية على قلوبنا ويُفَرِّج عن أهلها ) ، ثانياً يا أخت مروة رجال تعز وأبطالها مشغولون في الجبهات يدافعون عن أرضهم وعرضهم ويذودون عن النساء والأطفال والشيوخ الطاعنين في السن وأولئك الملايين المتخاذلين والمتوارين في مساكنهم بين نسائهم وأطفالهم فكيف لهم أن يتحولوا مع الحوثي وعفاش وهم مشغولون بمحاربتهم أما الآخرين الذين تواروا بين النساء والأطفال فلا خوف منهم .
وختاماً أود أن أقول لشعب الجنوب بأننا على أعتاب نفق مظلم جرَّاء فقداننا لبصيرتنا فلم نَعُد ندرك أين تكمن مصالحنا ولا نعلم من هو رُبَّان سفينة النجاة لجنوبنا الحبيب .
علي هيثم الميسري