الخميس 12 مايو 2016 الساعة 17:38
تذمرت الكويت الحبيب أكثر من مرة من سلوك وفد الحوثيين بشقيه السياسي والإعلامي نتيجة تصرفاتهم المتعارضة مع قواعد السياسة وأخلاق الناس وقوانين البلد.
ذات ظهيرة خرج ثلة من إعلاميي الحوثيين إلى أحد شوارع الكويت يصورون أنفسهم وهم يرددون الصرخة الخمينية "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود" وكأنهم يلقون بإشارات البدء لشيعة الخليج بالتحرك وإزعاج دولهم وتدميرها كما فعلوا هم باليمن، ولا يكتفون بذلك بل يبثون ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهم يقودون الخليج نحو مرحلة الجهر بالدعوة!
وتكرر السلوك الميلشاوي داخل المركز الإعلامي الكويتي الذي ملؤه بضجيجهم وصياحهم، أو بأسئلتهم الغبية كالسؤال الذي وجهه القيادي الحوثي محمد المنصور (يراس صحيفة الثورة المغتصبة بقوة السلاح) للمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ عن موقف الأمم المتحدة من تواجد المارينز الأمريكي في اليمن، فكان رد المبعوث ساخراً "أول مرة أعرف هذا الكلام".
شيء مؤسف أن يكون السجن هو أحد المعالم التي يزورها الصحفي في الكويت.. وهي زيارة قهرية بالطبع.. كانت الصحف الكويتية نشرت استياء النظام من تصرفات الوفد الإعلامي الحوثي ليختتم المشوار عابد المهذري بارتداء زي عسكري في الكويت.. عابد صحفي في ميليشيا لا تعرف قانون أو أخلاق، ولا تقدر ماذا تعني أن تقول الصحف "الأمن يقبض على صحفي".. ثم 20 ساعة في السجن.. هذه ميليشيا تجيد أعذار كما فعل عابد هنا في الكويت، وأقسم أنه "قميص مرقمط" وليس عسكري، ارتداه لأن ملابسه بالمغسلة!
رجال الميليشيا لا يعرفون القوانين ولا يريدون الاقتراب منها لأنها عقبة تقف في طريق دمويتهم الطويل.. أبسط قوانين الزي العسكري أنه لا يجوز لبسه في دولة غير بلدك لأي سبب، فكيف بفرد يرتدي زي ميليشاوي ويظهر في قناة فضائية مزمجراً متحدياً ومحرضاً على الحرب كما فعل عابد، الذي كان زميل مهنة ذات يوم.
الملشنة تجلت في خطاب القيادي الحوثي "حمزة الحوثي" الذي قال للمبعوث الدولي في جلسة المشاورات صباح السبت الماضي "جئنا إلى هنا لكي نخرج الغزاة من بلادنا ونوقف العدوان ونحن مستعدون لمناقشة تشكيل سلطة توافقية جديدة بديلة لسلطة عملاء الرياض القائمة وهذا أكبر تنازل يمكن أن نقدمه لكم".. سأعيدكم وأعيد المجتمع الدولي وسفراء الدول الـ22 إلى مربع الصفر بخطوة واحدة.. وليس بوسع ولد الشيخ غير التعبير عن صدمته وخيبة أمله، وإعلان تعليق الجلسات المشتركة ابتداء من مساء السبت!
الملشنة وباء يتكاثر في الداخل اليمني وفي طاولة مشاورات الكويت وبرعاية غربية وفرت لهم كل عناصر وعوامل التكاثر والسخرية من العمل السياسي كما تواطأت مع كل جريمة اقترفوها في اليمن من تهديد المواطنين في أعالي جبال صعدة إلى هدم الدولة اليمنية بكاملها.
في اليمن تحولت مؤسسات الدولة إلى إقطاعيات تديرها عصابات، كل أسرة أو مجموعة نافذة في الحركة الحوثية تسيطر على جزء من مقدرات الدولة، وبعد أن افرغوا شركات النفط وشركات السياحة ومخصصات الجيش ومؤسسته الاقتصادية التجارية ومؤسسات الدولة كاملة، ذهبوا نحو الاحتياطي النقدي لليمن وعبثوا به بجنون، ثم تسألوا لماذا هبطت قيمة الريال اليمني، ومن الفاعل العميل الذي أضر بالاقتصاد الوطني، وكلها زمجرات كاذبة ليبتزوا من خلال البنوك الخاصة وشركات الصرافة.. وقد حدث!