غاب الإيمان وغابت الحكمة من أبناء عدن وتعز

2016/05/16 الساعة 07:06 مساءً
في منتصف شهر رمضان القادم سنحتفل بالذكرى الأولى لتحرير محافظة عدن من دنس الفئة الضالة الحوثية المدعومة من الدولة الفارسية ومن ظلم وجبروت وطغيان الرئيس المخلوع وحرسه الجمهوري، فعلينا أن نحمد الله عز وجل الذي أنعم علينا وحرر الحبيبة عدن ورفع عن أهلنا الظلم والإستعباد والطغيان من قِبَل تلك المليشيا الإنقلابية، فلولا رحمة الله لكنا رأينا الكثير من الأرواح قد زُهِقَت ولكنا شاهدنا الكثير من الدماء قد سُفِكَت والكثير من أبناء عدن في المعتقلات والسجون بالإضافة الى الدمار الهائل الذي كان سيلحق بالمدينة عدن، فخلال أشهر كانت المحصلة مروِّعة جداً من الخسائر البشرية والعمرانية فكيف إن طالت مدة الإحتلال؟ . قال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه: لا تُظهِر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك.. مناسبة ذكر هذا الحديث النبوي الشريف هو تلك الحملة الإعلامية الشرسة التي يقوم بها بعض من إخوتنا السفهاء في الجنوب.. أقول البعض.. على إخوتنا في مدينة تعز لتأخرهم في تحرير أرضهم وسخريتهم منهم بل لم يسلم إخوتنا أبناء تعز من الشتم والقذف في أعراضهم من قِبَل تلك الفئة وعلى وجه الخصوص في المدينة عدن كونها أول مدينة تحررت . للأسف الشديد هؤلاء السفهاء لا دين يردعهم ولا رحمة إحتوتهم ولا ضمير لهم بل قلوبهم المريضة التي تسوقهم إلى نزع إنسانيتهم تجاه إخوةً لهم يعيشون تحت وطأة إحتلال هو نفسه الذي أذاقهم الويلات وجعلهم يرحلون من بيوتهم وحاراتهم إلى مناطق أخرى أكثر أمناً من مناطقهم، فليسألوا أنفسهم كيف ستكون أحوالهم لو لم تتدخل دول التحالف لتحرير أرضهم؟ بالتأكيد ستكون كأحوال أبناء تعز، لا أحد يستطيع أن ينكر هذه النظرية؟ إذاً فهل كنا سنرى كل تلك الشماتة ونسمع كل تلك السخرية؟ لا أعتقد ذلك.. بل كنا سنرى الصمت مطبق على أفواه تلك الفئة السفيهة التي ليست جنوبية بل أعتقد إنها فئة مندسة تحاول أن تصطاد في الماء العكر . وأنتم يا إخوتنا في تعز هناك الكثير من إخوتكم الذين يريدون بث الفتنة والفُرقة من خلال حملاتهم الإعلامية القذرة على أهلنا في عدن والتي لا يحتملها من يمتلك الصبر الوفير وخصوصاً أولئك الإعلاميين أذناب حزبي الإصلاح والمؤتمر . يبدو أن الحديث النبوي الشريف القائل: الإيمان يماني والحكمة يمانية لم يكن إلا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ( أستغفر الله ) ، فكل ما نقرأه من مهاترات وسب ولعن في مواقع التواصل يُندى له الجبين ويشيب له شعر الرأس، فأين الإيمان الذي قال عنه خير الأمة؟ وأين حكمتنا التي أخبرنا بها سيد البشر؟ . قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسخَر قَومٌ مِن قَومِِ عَسَى أَن يَكوُنُوا خَيرَاً مِنهُم ولا نِسَاءً مِن نِسَاءِِ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيرَاً مِنهُنَّ وَلَا تَلمِزُوا أَنفُسَكُم وَلَا تَنَابَزُوا بِالأَلقَاب بِئسَ اَلإِسمُ اَلفُسُوُقُ بَعدَ اَلإِيمَانِ وَمَن لَم يَتُب فَأُولَئكَ هُمُ اَلظَّالِمُونَ . فليعلم كل أولئك الذين سخَّروا أقلامهم للسبِّ واللعن والسخرية بأنه ستشهد عليهم أيديهم بما كتبوا في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ومن أنعم الله عليه بنعمة فليحمده عليها بدلاً من أن يسخر من الأخرين . اللهم فرِّج عن أهل تعز كربتهم وأرفع عنهم ماحلَّ بهم وأنصرهم على عدوهم عاجلاً وليس آجل..اللهم وأنزل على أهلنا في عدن نعمة الأمن والأمان والإيمان وعَذبِ اللسان وأرزقهم نعمة الشكر والامتنان.. اللهم ولا تؤاخذهم بما فعل السفهاء منهم.. اللهم آمين . علي هيثم الميسري