مابين العام 2012م حتى العام 2015م قتلت الجماعات الارهابية مئات الأفراد جرّاء عبوات ناسفة زرعتها تلك الجماعات في بعض مساجد العاصمة صنعاء بالإضافة إلى إنتحاريين فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة في مساجد أخرى .
اليوم أعلن الناطق الرسمي في شرطة عدن عبدالرحمن النقيب ببلاغ صحفي يقول فيه: فككت وحدة هندسية متخصصة بعد ظهر اليوم عبوتين ناسفتين وضعتا بداخل صناديق مخصصة لحفظ أحذية المصلين في مسجدين كبيرين في مديرية المنصورة بعدن .
الله أكبر..الله أكبر ولله الحمد على هذا الإنجاز الذي أنجزته شرطة عدن وجنودها الأشاوس وعلى الخطة الأمنية المُحكَمَة التي وضعتها لعودة الأمن في المحافظة عدن والمحافظة على أرواح جميع أبناء عدن، فلولا ترحيل أولئك الباعة المتجولين الذين شاهدناهم بالأمس وهم ينزلون من قاطرة أغنام ويستقبلهم ذلك الشاب بعبارات ترحيبية تنم على دماثة أخلاقه ومن ثم يودعهم ليرحلوا إلى ديارهم وعيناه تدمعان على فراقهم، ولولا القبض على تلك النساء وإيداعهن السجن لما تمكنت الأجهزة الأمنية من تفكيك تلك العبوتين .
يامثبت العقل والدين هل يريد هؤلاء أن يقنعونا بأن الحس الأمني وصل لدى هؤلاء إلى هذا المستوى الرفيع؟ كيف لمجموعة من العبوات الناسفة التي زُرِعَت في مساجد صنعاء إنفجرت وخلفت مئات من الضحايا ومثلهم من الجرحى وعبوتين ناسفتين زُرِعَتا في وقتِِ واحد في مسجدين متباعدين وإكتشافهما في وقتِِ واحد وتفكيكهما في وقتِِ واحد؟
لستُ خِبَّاً ولا الخِبُّ يخدعني، معنى ذلك بأن وجود العبوتين في المسجدين حقيقي ولكن لا وجود لمن زرعهما من الجماعات الإرهابية لسبب واحد فمن زرعاهما وكانا ينويان تفجيرهما لفجراهما وخصوصاً بأنهما كانا لديهما مُتَّسَع من الوقت لتفجيرهما وإن فشل أحدهما فلن يفشل الآخر، لذلك لن تنطلي علينا ألاعيب هؤلاء السُذَّج الذين لا يفقهون في العمل الأمني والعمل الإستخباراتي لتبرير أعمالهم اللا إنسانية في حق أولئك الذين رُحِّلوا بحجة عدم إمتلاكهم هويات شخصية .
يريدون أن يقنعونا بأنهم على أهُبة الإستعداد لكشف أي عمل إرهابي، إن توقفت الأعمال الإرهابية في المحافظة عدن ولم نسمع بعد اليوم بأي عمل إرهابي فسوف يصدق النبهاء تلك المسرحية مالم فإن الأمر به خطة وليست خطة أمنية إعتيادية ولا علاقة لها بالأمن بل خطة من نوع آخر لأجل أن يبقى هؤلاء في مناصبهم لإنهم قد شعروا بقرب موعد رحيلهم.. والله أعلم .
علي هيثم الميسري