رئيس الوزراء ....وانقاذ مدينة منكوبة !!
في ظل ظروف صعبة جدا وتعقيدات بالغة وتوتر واحتقان شديد تعيشه مدينة عدن ، بعد احداث قاسية عاشتها المدينة خلال النصف الاول من العام الفائت ٢٠١٥ ، وصل رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر بشكل مفاجئ الى مدينة عدن المنكوبة في مهمة إنقاذ يامل من خلالها ابناء عدن ان يجدوا من يخلصهم من معاناتهم التي يعيشونها منذ انقلاب ٢١سبتمبر سيّء الصيت ، والحقيقة التي تثقل الجميع اليوم تكمن في معرفة ماهو الممكن عمله في ظل اجواء الاحباط التي تسود المواطنين ؟ خاصة بعد ان كانت فرحتهم تلامس السماء وهم يَرَوْن جحافل الانقلابيين تتلقى الضربات الموجعة على أيدي المقاومين من ابناء عدن ، الذين استطاعوا بدعم اخوانهم في التحالف العربي من تحقيق نصر عسكري مؤزر ، احال جو اليأس الذي عاشه سكان المدينة الى فرحة عارمة وسعت كل اليمنيين المخلصين والعرب العاشقين للحرية والكرامة .
بعد هذا النصرالكبير واستمرار اندحار الانقلابيين من المناطق المجاورة للمدينة كان الكل يترقب نهضة كبيرة وحركة عارمة للحياة في هذه المدينة واستمرار تصاعد روح الأمل وهو يرى ان المدينة بات لاينقصها شيء خاصة وان إمكانيات ضخمة تم ضخها للمدينة لمعالجة أوضاعها بشكل عاجل حتى تشكل هذه المدينة الأنموذج المطلوب لدعم التحالف العربي وتحقيق أهدافه في القضاء على مشروع الانقلابيين والتمكين للامن والاستقرار في ربوع البلد ، ولكن بدلا من تحقيق هذه الأهداف راينا المدينة تنزلق مرة اخرى في أتون صراعات دموية آثمة تندرج في نفس الاتجاه الذي كان يهدف اليه الانقلابيين ، وفوجئ المواطن ان اول ماكان يهدف اليه من خدمات في مجال الأمن وكأنه هدف بعيد المنال واستمر تأزيم الأمور بطريقة مؤلمة سقط من خلالها العشرات من الضحايا الأبرياء مما جعل كثير من المواطنين يقفون مشدوهين لما يحدث !! بل ان هذه الحالة تعقدت اكثر وهم يَرَوْن ان فريق الانقلابيين لازال يتحرك بكل قوة وصلف في المدينة ، حتى صار الاتهام يوجه اليهم في كل صغيرة وكبيرة ، وكانهم لا زالوا يقبضون غلى الأمور في المدينة ، وكم كنّا نتمنى ان نسمع عن قيادي انقلابي تم اعتقاله داخل عدن لتهدئة المواطنين ، كم كنّا نتمنى ان نسمع عن إجراءات قوية اتخذت في حق رموز العبث والفوضى ، كم كنّا نتمنى ان لا تنزلق الأمور الى هذا الوضع المحير الذي يتساءل فيه المواطن البسيط ماذا يجري ؟ ماذا يحصل ؟ من الذي يعاقب هذه المدينة ؟ أين السلطات بالحد الأدنى ؟ من يستهدف الخدمات ؟ من يقتل الجنود والكوادر ؟ وغيرها الكثير من أسئلة القلق التي لا اجابة لها .
في ظل هذه الأوضاع المؤلمة يصل الأخ رئيس الوزراء في مهمة إنقاذ معقدة جدا وفي ظل اجواء أمل حذّر عند المواطنين ، وتهديدات نسمعها من هنا وهناك من الانقلابيين بافشال هذه المهمة واستمرار تعطيل الحياة في هذه المدينة ، واستثمار هذا الفشل في اجندتهم المحلية والدولية .
ورغم كل هذه التحديات فإننا ندرك ان الأخ رئيس الوزراء ينزل اليوم الى عدن في مهمة استثنائية بكل معنى الكلمة ، وندرك ان الاخ رئيس الوزراء ملم بكثير من التفاصيل ، وندرك ايضا ان المواطنين بشكل عام في المدينة سيقفون صفا واحدا مع الاخ رئيس الوزراء للخروج من هذه النكبه وانقاذ المدينة من هذه المِحنة التي تعيشها ، وسيكونون عاملا حاسما للتعجيل بوقف هذا التدهور الذي تعيشه المدينة .
وعود على بدء فهناك جملة من الإجراءات التي نرى انها محل اجماع ولها الاولوية وهي كما مايلي :
- الجانب الامني خاصة وان طبيعة المدينة الجغرافية وتقسيماتها الإدارية تمكن اي قيادات أمنية فاعلة من السيطرة الكبيرة على المدينة . ولابد من إعطاء اولوية كبيرة للعقيدة العسكرية والأمنية التي على ضوئها يتم ترتيب اوضاع الدفاع والأمن في المدينة ولن يكون ذلك الا بالدفع بقيادات عسكرية كبيرة مجربة يحبها ويحترمها الناس .
- إعطاء الاولوية لحل مشكلتي الكهرباء والمياه ، خاصة وان القوة التوليدية الموجودة في المدينة لا تقل عن ٢٨٠ ميجا وهي شبه معطلة نتيجة التدهور الاداري الحاصل وبوجود رئيس الوزراء بالإمكان حلها بشكل عاجل .
-دعم القضاء والنيابات وتوفير الامكانات اللازمة لتطبيع أوضاعهما .
- مشكلة المشتقات النفطية يمكن التعامل معها و سببها الرئيسي يكمن في الاحتكار .
- معالجة موضوع الإيرادات بشكل عاجل عبر موازنة يتبناها مجلس الوزراء ويتكفل بتوفيرها لمرة واحدة وتدويرها .
-الصحة والنظافة في ظل هذا الصيف الحار يجب إعطائهما الاولوية المطلوبة .
- معالجة ملف المقاومة بما فيه من شهداء وجرحى .
-تشغيل المكاتب الإدارية وتقديم الخدمات للمواطنين وفي مقدمتهم المتقاعدين .
-حل مشكلتي المطار والميناء بشكل مسؤول اذ ان تعطيلهما جزء من تعطيل الحياة في المدينة .
- التواصل والتنسيق المستمر مع السلطات في المحافظات المجاورة لظمان توفير المناخات اللازمة لنجاح الإجراءات .
هذه بعض المهام التي نشد فيها على يد الاخ رئيس الوزراء وحكومته حتى ينجح فيها لنعيد من خلالها روح الدولة في هذه المدينة العريقة عدن ، وهي فرصة كبيرة امام هذه المدينة وأبناءها ليكونوا رواد نجاح لإنقاذ مدينتهم وحماية أنفسهم .
م/ وحيد علي رشيد
٥ رمضان ١٤٣٧ه