هل كل تلك الإجراءات التعسفية والقمعية التي يقوم بها الكمر الأمني..عفواً أقصد الحزام الأمني تتم بتنسيق مع محافظ المحافظة عدن ومدير أمنها؟ أم إن هذا الحزام الأمني يقوم بدور الدولة بإرتجالية وبهذا الشكل المهين والتعسفي للمواطن العدني؟ .
بالأمس قاموا بلاطجة الحزام الأمني وعلى رأسهم المدعو نبيل المشوشي بترحيل مواطنين شماليين بحجة عدم إمتلاكهم هويات ثبوتية، وبعد هذا الإجراء منعوا دخول القات إلا في يومين وقاموا بشكل تعسفي ومهين بإتلاف كميات القات على مرأى من مُلَّاكِه، ثم تلتها إجراءات تعسفية أخرى وآخرها عندما قاموا بإزالة الأكشاك والبسطات التي يقتات منها مواطنين من المحافظة عدن على الرغم من أنه كان بإمكانهم تأجيل هذه الإزالة إلى مابعد العيد حتى يتمكن بسطاء الناس من شراء مستلزمات العيد بأسعار تناسب دخلهم ولكن هذا الحزام أبى إلا أن يعيَّد أطفال ونساء عدن بما يملكونه من قديمهم .
لدينا الآن في المحافظة عدن سلطات محلية متعددة وهي سلطة المحافظ الذي إلى الآن لم يقدم للمواطن العدني أي خدمة تُذكَر، ولدينا سلطة مدير أمن عدن وهذا بإستمرار نراه خارج الجاهزية ولم يفلح إلا بإلتقاط الصور التذكارية مع النساء أو بإلتقاط صور خاصة له في مكتبه بالنظارة الشمسية الزرقاء أو بالتصوير في بعض الأماكن العامة حتى يُقال إنه يعمل على قدم وساق في خدمة المواطن وهو لا يفقه شيء في طبيعة عمله وباللهجة الدارجة لا يعرف كوعه من بوعه..بالله عليكم في إنسان عاقل يتصور في مكتبة بنظارة شمسية؟ .
أما السلطة التي خارج نطاق الشرعية فهي سلطة الحزام الأمني وقائدها نبيل المشوشي الذي تحوَّل من تغيير زيوت السيارات في مدينة جيزان السعودية قبل أن ترحِّلُه السلطات السعودية إلى قائد الحزام الأمني، وكذلك سلطة ماتسمى قادات الكتائب مثل كتيبة المحضار وكتيبة أبو اليمامة وغيرهما من الكتائب، وهؤلاء كانوا قيادات لبعض المقاومات الجنوبية وتحولوا إلى سلطة مُشَرِّعَة للقوانين.. وكتيبتي المحضار وأبو اليمامة حدثت بينهما مواجهات مسلحة أُستِخدِمَت فيها سلاح الآر بي جي، ناهيك عن سلطات تنظيمي القاعدة وداعش .
بالنظر إلى كل تلك التجاوزات وتلك الإجراءات التعسفية والإنتهاكات التي تُطال أبناء عدن نَشُمُّ ريحة فساد بالإضافة إلى ريحة تآمرية الغرض منها دعم موقف المليشيا الإنقلابية وإضعاف شرعية فخامة رئيس الجمهورية، فريحة الفساد تأتي من خلال منع بيع القات وإزالة أسواق القات والبسطات والأكشاك، فيوحي لنا بأن تلك المواقع التي أُزيلت ستتحول إلى قطع أراضي وتمليكها أو بيعها لمتنفذين كما كان يحصل في فترة النظام السابق، فوزير الإسكان مُغَيَّب والرجل المخول بصرف هذه الأراضي هو محافظ المحافظة عدن وبالتالي سَتُصرَف هذه الأراضي لأبناء الضالع كما كان يفعل سلمان حينما صرف الكثير من أراضي عدن لبنو جلدته، وأنتم يا أبناء عدن لكم الله .
أبناء المحافظة عدن هم الوحيدون من دون بقية محافظات الجنوب الذي يُمارس ضدهم الظلم والجور، فمحافظات الجنوب كل محافظيها ومدراء أمنها ومدراء أقسام الشرطة من نفس المحافظة أما المحافظة عدن فمحافظها ومدير أمنها من الضالع، أما مدراء أقسام الشرطة فهم من الضالع ويافع بحجة إن أبناء عدن ليسوا أكفاء وليس في مقدرتهم أن يتبوأوا هذه المناصب وكأن نساء المحافظة عدن لا يَلِدنَ إلا البنات أما الرجال فلا .
أين فخامة رئيس الجمهورية من كل الذي يحصل في المحافظة عدن من ظلم وإقصاء وتهميش لكوادرها؟ وهل هو على علم بما يحدث؟ لا أعتقد ذلك.. إذاً هو يَغُض الطرف عن كل ما يحصل لحاجة في نفس يعقوب قضاها..وأين دولة رئيس الوزراء؟ لماذا لا يحرك ساكن؟ أم هو كذلك يَغُض الطرف عن كل ما يحصل؟ .
حتى يُرفَع الظلم المتعمد الذي يُمارس ضد أبناء عدن الحبيبة عليهم أن يَهُبُّوا جميعاً ويقوموا بإنتفاظة شعبية عارمة تهز الأرض من تحت أرجلهم ويعلنوها ثورة ضد الظلم والفساد حتى تعود الأمور إلى نصابها العادل.. ثوروا يا أبناء عدن ضد الظلم والتعسف والإقصاءات التي تُمارَس ضدكم، ففي مدينتكم كانت أول شرارة إندلعت منها الثورة والتي أوقدت الشعلة لثورة 2011م، ثوروا ضد المحافظ ومدير الأمن والحزام الأمني حتى يدرك هؤلاء الظلمة بأن عدن ولَّادة للرجال الأشاوس القادرين على إدارة محافظتهم بأيديهم، ثوروا ضد كل تلك الإجراءات التعسفية والتهميش والإقصاء، فلن يتغير شيء طالما وإنكم منبطحين وراضخين للأمر الواقع، فالظلم لن يُرفَع عنكم إلا بقبضة حديدية .
علي هيثم الميسري