يبدو أن منصب مدير أمن المحافظة عدن بمثابة منصب شرفي أو بمعنى آخر يجلس في مكتبه كضيف شرف ليس إلا، فالأوضاع المتأزمة في هذه المحافظة خارجة عن سيطرة مدير الأمن لدرجة إنه لا يعلم بأي واقعة تحدث خارج عن سلطة الدولة في المحافظة عدن .
ففي حادثة الهجوم المسلح على منزل وكيل الأمن القومي وبإسلوب تعسفي سُئِلَ مدير الأمن عن هذه الواقعة فقال: حرام والله إني لا أعلم.. وفي واقعة ترحيل مواطنيين يمنيين إلى مناطقهم قال: لا علم لي من هي الجهة التي تقوم بعملية الترحيل.. وفي يوم أمس في واقعة مخزية جداً وهي إقتحام منزل الصحفي أنيس منصور أثناء وجود نساء وأطفال في المنزل إتصل رئيس الوزراء بمدير أمن عدن ليسأله عن علاقته بالواقعة فقال لا أعلم .
نحن نعلم بأن مدير الأمن هو المسؤول الأول في المحافظة لهكذا أحداث، ولكن عندما يكون هذا المسؤول في سبات عميق لا يعلم عن مايدور من تجاوزات تعسفية من إقتحام منازل وترحيل مواطنين وإزالة أكشاك وغيرها من التجاوزات فمعنى ذلك نقول على دنياكم السلام يا أبناء عدن .
أما الواقعة التي تجاوزت حدود الصبر فهي مقتل شاب في مقتبل العمر إسمه هاني عبدالله عبدالقادر محمد من ساكني منطقة البساتين في المحافظة عدن على يد مجموعة من منتسبي الحزام الأمني ولأسباب شخصية وعندما كُشِفَ أمرهم زعموا بأنه ينتمي لجماعة متطرفة، وحتى يُدفَن معه سر مقتله قاموا بإخفاء بطاقته التي تثبت بأنه أحد أفراد المقاومة وأبرزهم وكذلك قاموا بإخفاء سلاحه .
المقتول غدراً من قِبَل أفراد الحزام القاتل يُشهَد له بالخُلُق النبيل وبرجل المواقف وكان صديقاً للجميع وتشهد له كل الجبهات بأنه كان بطلاً يعرفه القاصي والداني وقد زَكَّاه الكثير من قادات المقاومة كأبو مشعل الكازمي وأبو محمد علي شرقة قائد جبهة البساتين وغيرهم من قادات المقاومة الجنوبية، فإذا سُئِلَ مدير أمن عدن ماذا تعرف عن حادثة القتل هذه سيقول حرام وطلاق لا أعلم، ولكن إذا قُتِلَ أحد أفراد حراسته أو أي مواطن ضالعي فإنه سيُقيم الدنيا ولن يُقعِدها.. فلكم الله يا أبناء عدن الحبيبة .
والواقعة الأخيرة هي محاصرة وإختطاف عدد من قيادات مقاومة تعز أثناء تواجدهم في عدن من قِبَل الحزام الأمني الملثم، ففي الواقعة قام أفراد ملثمون من منسوبي الحزام الأمني الملثم بمحاصرة الفندق الذي يسكنونه أفراد من المقاومة الشعبية التعزية وقاموا بإختطاف مجموعة من قيادات تلك المقاومة، وأيضاً صاحبنا مدير أمن عدن خارج نطاق التغطية لذلك لا يعلم عن هذه الواقعة .
بالنسبة لحادثة إقتحام منزل الصحفي أنيس منصور فرئيس الوزراء قام برد إعتباره حينما إتصل به للإطمئنان على أهل بيته ووعده بأن يهتم بالأمر ويأمر بالتحقيق حول الواقعة وتقديم الجناة للمحاكمة العادلة، وكذلك أفراد المقاومة التعزية قام رئيس الوزراء بِرَدِّ إعتبارهم عندما عقد إجتماعاً إستثنائياً عاجلاً للوقوف على ماحدث في هذه الواقعة، كما قام فخامة رئيس الجمهورية بإتصال هاتفي لقائد المقاومة التعزية يوسف الشراجي للإطمئنان على أفراد المقاومة .
بقي لدينا العبد الفقير إلى الله المقتول غدراً هاني عبدالله فمن سيعيد روحه التي إرتقت إلى بارئها؟ نحن نعلم بإنه إن فاضت الروح فلن تعود للجسد المدفون في قبره ولكن هل سيقوم بالتحقيق حول هذه الحادثة من كان مسؤولاً عن أمن عدن حتى تقر أعين ذوي القتيل؟ أم إنه سيغض الطرف كعادته عن هذه الجريمة ويقول هذه المرة لا أريد أن أدري؟ ..ولكننا نحن سنقول له بألم وحسرة: إن كنت لا تدري فتلك مصيبة.. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم .
علي هيثم الميسري