عصابة عفاش تستثمر بجوازات اليمنيين

2016/07/01 الساعة 02:21 صباحاً
كان في عهد النظام السابق 500 ألف مواطن يمني يعيشون في المملكة العربية السعودية بدون إقامات نظامية.. كانوا يعيشون حياة البؤس والشقاء ويعملون تحت وطأة الرعب والخوف من أن يُطالهُم النظام السعودي الذي كان يقوم بترحيل كل وافد لا يمتلك إقامة نظامية.. أغلبية هؤلاء يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة والحر الشديد الذي لا يُطاق وهم يترقبون بين لحظة وأخرى من قدوم أفراد الجوازات خوفاً من القبض عليهم وإيداعهم سجون المخالفين لأنظمة العمل ومن ثم ترحيلهم . فجاء فخامة الرئيس عبدربه منصور هذا الرجل المعروف بإنسانيته وحبه لشعبه ليخفف عنهم ويرفع عنهم المعاناة ويبث في روح هؤلاء ال 500 ألف مواطن يمني الأمن والطمأنينة حينما طلب من أخيه ملك الإنسانية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن يمنح هؤلاء المواطنين اليمنيين الشعور بالكرامة والعيش الآمن بمنحه لهم هويات حتى يتمكنوا من العمل بطمأنينة.. حينها لبى الملك سلمان على الفور طلب فخامة رئيس الجمهورية ومنحهم جميعاً هويات زائر ليتمكنوا من العمل وهم رافعي رؤوسهم متوشحين كرامتهم . لم يكتفي رجل الإنسانية وحبيب الشعب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بهوية زائر لمواطنيه بل طلب من أخيه الملك سلمان حفظه الله بمنح الوافدين اليمنيين حاملي هوية الزائر بإقامة نظامية.. وكعادة ملك الإنسانية لم يرفض طلب فخامة رئيس الجمهورية وأمر بمنح المواطنين اليمنيين إقامات نظامية أُسوةً بإخوانهم المقيمين، ولأجل أن يتحصل المواطن اليمني الحاصل لهوية زائر على إقامة نظامية فلابد له أولاً أن يستخرج جواز يمني، حينها أمر فخامة رئيس الجمهورية السفارة اليمنية بإصدار جوازات ومنحها لهؤلاء المواطنين لتتم إنهاء إجراءات معاملاتهم في الجوازات السعودية . هنا سال لعاب تلك الزمرة الفاسدة التي ترعرعت في كنف النظام السابق الفاسد المتواجدة في السفارة اليمنية وبدأت بالتحايل على المواطنين اليمنيين بغرض الإستثمار في هذه الجوازات، فقاموا بإستحداث نظام إلكتروني عبر الإنترنت وأعلنوا عنه لتسهيل عملية منح الجوازات على أن يكون الطلب من خلال حجز المواعيد لكل الراغبين في الحصول على جوازات، فقام الكثيرين بالدخول على النظام لحجز المواعيد فكانت الصدمة بأن هناك حوالي خمسين ألف موعد قد حُجِزَت لناس وأن أقرب موعد لمن يريد الحجز هو بعد خمسة أشهر لأول يوم من بدء العمل، ويفيد ذلك حسب ما أطلعني به المصدر وهو موظف في السفارة اليمنية بأن الطاقم المسؤول عن صرف الجوازات قد أخذ مبالغ مالية عن كل موعد بعد أن تم بيعها بالسوق السوداء . وبحسبة بسيطة سنجد أنه إذا كان الموعد الواحد قيمته تتراوح مابين 500 إلى 1000 ريال سعودي فإن المبلغ الإجمالي الذي ستتحصل عليه هذه العصابة الفاسدة أيضاً يتراوح مابين 25 مليون إلى 50 مليون ريال سعودي، مع العلم بأن هذا الطاقم محسوب على النظام السابق العفاشي الذي لايزال يمارس العمل منذُ خلع زعيم العصابة من كرسي الرئاسة . في بداية الأمر كنت متردداً في نشر هذه المعلومات على الرغم من أن الذي أفادني بها موظف في السفارة اليمنية بالرياض إلا إنني آثرت التأكد من هذه المعلومات فقمت بالإتصال والتحري من موظف آخر في السفارة اليمنية فأفادني بما هو آتِ: كان لدينا شباب متطوعين ذكور وإناث وقمنا بتدريبهم وكانوا من جميع المناطق اليمنية ولكننا تفاجأنا بأ هناك لوبي سرَّحهُم جميعاً وأتوا بأفراد آخرين جميعهم من المناطق الشمالية ماعدا ثلاثة جنوبيين فقط.. وزادني من الشعر بيت بقوله أن أغلبية موظفي السفارة بالرياض هم من أركان النظام السابق ويقصد بذلك نظام المخلوع لا بارك الله فيه ونسأله تعالى أن يُعَجِّل بإزالته من الوجود حتى يرتاح الشعب اليمني . قبل أن أختم هذا الجزء وددت أن أقول بأن فخامة الرئيس وهو أعلى سلطة في الدولة قد وفّر مايعادل 7500000000 ( سبعة مليار وخمسمائة مليون ريال سعودي ) لهؤلاء الخمسمائة ألف مواطن يمني، كيف ذلك؟ كما هو معلوم بأن الفيز السعودية لليمنيين كانت تُباع بما لا يقل عن خمسة عشر ألف ريال سعودي . ثمة سؤال يتردد في صدور أولئك اليمنيين الراغبين بالحصول على الجوازات وهو: هل ستكتفي تلك العصابة بتلك المبالغ التي تحصلت عليها أم إنها ستقول: هل من مزيد؟ أعتقد بل أجزم بأنها تسعى للمزيد.. وهنا يأتي دور وزير الخارجية فهو المعني بهكذا أمور لا سيما إن السفارة اليمنية ليس بها سفير ومن يقوم بمقام الوزير فقد جعلته هذه العصابة بدور خيال مآته.. وللفساد بقية . علي هيثم الميسري