----------------------
بعض الجونبيين يفكرون كخالد بحاح بالضبط فالرجل كان ولازال ينتظر التسوية السياسية بفارغ الصبر لتأتي به على بساط أحمر لكرسي الرئاسة في اليمن وكأنه وبرغم كل ما حظي به من مكانة وعلاقات إقليمية ودولية لم يكن يدرك مكونات المشهد وتعقيداته والعلاقات التي تحكمه داخلياً وإقليمياً ودولياً بل كان ولازال يسير وفق نمط التفكير البدائي لدى أي كائن أولي لو أتيح لنا أستحضار البيولوجيا هنا. البعض من أخوتنا هؤلا يعتقدون أن إتخاذ خطوات معينة في صنعاء كإعلان الحكومة التابعة للإنقلابيين سيعزز من تكريس الإنفصال على الأرض كمقدمة لتكريسه سياسياً بإعلان الدولة الجنوبية، ونمط التفكير (البحاحي) هذا سينجح لكن بإتجاه عكسي في إفراغ الشرعية من شرعيتها وهي مستمسكنا الدستوري والقانوني الوحيد والقوي في وجه القوى الإنقلابية والمجتمع الدولي من ناحية ويعطي مشروعية وطنية وشعبية للحكومة الإنقلابية ستكلل أن أستمررنا في هذا الخطاب بمشروعية دستورية كحماة للوحده من الناحية الأخرى. هذه الأوهام يجب أن لا تنطلي على القيادات الشرعية نفسها ليذهب البعض منهم ويقول (كلٍ يصلّح بابوره) بل يجب التمسك بالشرعية كما هي اليوم التي تستمد شرعيتها من المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية وأبرزها قرار 2216.
أن إعلان حكومة الإنقلاب في صنعاء لا يعدو أن يكون أستكمالاً للديكور السياسي للإنقلاب العسكري لا أكثر ولن يترتب عليها أي شي على الأرض أكثر مما هو موجود وقائم في بعض المحافظات الشمالية وبفعل القوة والإكراه والمشكلة ستكمن في التعاطي السياسي مع هذه الحكومة من قبل حكومة الرئيس هادي التي أن قبلت الجلوس لوفدها التفاوضي بصيغة تمثيلة للحكومة في صنعاء فأن الشرعية نفسها ستكون أجتزأت من شرعيتها لتتحول لطرف يمثل حكومة إمام طرف يمثل يمثل حكومة أخرى كما هو جارٍ اليوم في ليبيا.
أعتقد أن الرئيس هادي وحكومته يدركون مثل هذه الأمور ولكن ولتعزيز قوة الشرعية ومكانتها لابد من القيام بخطوات حاسمة تؤدي لإنقلاب المشهد بشكل كامل منها:
- الدفع بقوات كبيره ومجهزه من المنطقة الجنوبية عدن نحو تعز للإلتحام بقوات الجيش الوطني والمقاومة هناك لتحرير المدينة والمحافظة وأجزم أن هذه الخطوة لو حصلت ستكون بداية النهاية للإنقلاب.
- الشروع الفعلي في تطبيع الأوضاع في المحافظات المحرره وعودة الحكومة إلى عدن بشكل نهائي، ولابأس من بقاء الرئيس هادي مابين الرياض وعدن لأن وضع الرئيس يختلف فمثلما وجوده في عدن يمثل أهمية كبرى فوجوده في الرياض لا يقل أهمية أيضاً لربط عرى التحالف بالشرعية بشكل وثيق ولكي يظل الحيف الذي وقع على الدولة اليمنية ظاهراً للعيان ولكي لا يعطي وجوده المستمر في عدن طابعاً لدى الآخرين أنه يكرس الإنفصال على الأرض.
- الشروع في إقرار الدستور والإستفتاء عليه ليكون بالإمكان الشروع في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
من كل المنطلقات أعلاه أرجو وأدعو أخوتنا الجنوبيين جميعاً الذين مع هادي والذين ضده، الذين مع الشرعية والذين ضدها أن يتفكروا جيداً وأن لا يضيّعوا المنجزات التي بين أيديهم اليوم بخطاب وسلوك (بحاحي) سطحي لن يؤدي ولن يجيب إلا الويلات أن صار له تأثيراً في الأرض، وقبل الختام أشير لموضوع في غاية الأهمية وهو أن حزب الإصلاح الذي جعل منه البعض شماعة لمحاربة الشرعية عبره هو حليف سياسي وأن كان خصم إيدلوجي والسياسة في هذه المرحلة مقدمة على الإيدلوجيا وعلينا في خطابنا وسلوكنا أن نتصرف مع الإصلاح كحليف لكي يُهزم الإنقلاب لأن (ثوره ثوره لا إصلاح) خطاب من عصور خلت لم يعد صالح للأستخدام الحيواني ناهيكم عن الإنساني.
صالح الجبواني
