كما كان يفعل على حلبات المصارعة، ومنصات تتويج ملكات جمال العالم، فعل في حملته الإنتخابية، وفعل نفس الشيء في المكتب البيضاوي وهو يوقع القرارات التي ستسقطه.. الغرور والنرجسية المفرطة كطاووس لا يمل من الأستعراض.. ما يهمنا هنا ماذا سيفعل تجاه اليمن؟
في خطاب له أثناء الحملة الإنتخابية قال بتبجح: ماذا لدى السعوديين غير المال/ لاشي لديهم غير المال/ يكسبون يومياً مليارات الدولارات/ قمنا بحماية عروشهم في الماضي وعليهم أن يدفعون لنا ثمن تلك الحماية/ أتعرفون ماذا يريد السعوديون من اليمن/ الذي لا يعرف يغادر هذه القاعة/ السعوديون لديهم خط حدود جغرافي لا ينتهي مع اليمن/ السعوديون يريدون نفط اليمن/ السعوديون يريدون ثروات اليمن.
هذا كل ما قاله دونالد ترامب أثناء حملته الإنتخابية عن اليمن. أعتقد أن الرجل بمنطقه هذا يتحدث كما يتحدث رجل الشارع على رصيف مقهى. أي ثروه في اليمن الفقير يجري السعوديون خلفها وهم البلد الغني جداً؟؟؟
ترامب شعبوي، عنصري وهو خطير جداً لأنه لا يدين لأحد بشي فقد صنع نفسه في مجال المال والأعمال حتى أصبح يملك عشره مليار دولار كما صرح هو. ثم صنع نفسه في مجال السياسة بتحديه للنخبة الإمريكية في واشنطن حتى وصل البيت الأبيض مبشراً بثوره على واشنطن نفسها.
هو لا يعرف اليمن جيداً ولا مشكلاتها والأغلب أن ليس على مكتبه أي ملف يخص اليمن غير ملف القاعده.. سيضرب بشده كما فعل فجر اليوم في البيضاء. أستخدام الخيار الأمني معزولاً عن الخيارات الأخرى لن يؤدي إلا إلى تعقيدات جمه وسيكون ممهداً لتحويل اليمن بكلها إلى منطقة موبؤه بالقاعده، ذلك أن الضربات الإمريكية تزيد حالة الإستقطاب لدى الشباب لتنظيم القاعده. ثم أن أطرف يمنية تستثمر في موضوع القاعده لخلط الأوراق وهذا وضع قد يقود إلى أن نرى ترامب -أن لم يسقط مبكراً- وهو يورط الجيش الأمريكي في مواجهة على الأرض في اليمن. القضاء على القاعده لا يكفي أن تقوم به طائرات بدون طيار والأنزال للمجموعات الخاصة هنا وهناك. القضاء على القاعده يحتاج في المقام الأول القضاء على رعاتها وعلى رأسهم علي عبدالله صالح نفسه وآخرين تعرفهم الـ CIA جيداً. القضاء على القاعده لن يأتي إلا بالإنتصار للشرعية اليمنية بقيادة الرئيس هادي ودعمها لإسقاط الإنقلاب وخلق بيئة مستقره تتيح محاربة الإرهاب على مختلف الصعد الإقتصادية والتعليمية والدينية والأمنية.
أعتقد أن الشعب الأمريكي وهو شعب من المهاجرين وقد وصل لهذه الدرجة من التطور جعلته يقود الحضارة المعاصرة محمولاً بقيمّه الديمقراطية على روافع التطور العلمي المذهل، لن يسمح لشعوبي مريض، وعنصري متنمر أن يستمر بهذا العبث المخيب للآمال.
#صالح_الجبواني