كان الصراع ولازال وسيظل هو المحرك الأساس لأحداث التاريخ.. أمم تغزو بعضها.. شعوب تقاتل بعضها.. قبائل تقاتل بعضها.. شعوب وعرقيات وأقليات تباد.. شعوب تُظلم وتهجر من بلدانها.. أقوام تهدم منازلم فوق رؤوسهم.
في ظالمين ومظلومين.. قاهرين ومقهورين.. فقراء وأغنياء.
في من لديهم المليارات يعيشون بها في نعيم ويصدرون شوية شعارات (للسواد الأعظم من البلهاء) ليموتون في سبيلها.. لا يهم شعارات دينية.. قومية.. وطنية.. قبلية.. أيٍ كانت.
هذا ديدن الحياة ومحركها، صحيح سخيف لكنه ضروري. سخيف لأن الجهل يدفع بالملايين لأن تموت من أجل الشعارات، وضروري لأن الأقلية الباحثة عن السلطة والمليارات لن تصل إلا بهذه الطريقة.
قليلون هم من يدافعون عن أرضهم وعرضهم ومالهم. لو كانت الأغلبية تدافع عن الأرض والعرض والمال لما أستباحه أحد لأنه لن يستطيع. لكن القطعان تحركها الشعارات والدعايات الفارغة لتموت ببلاش.
للأسف هذا ما يجري اليوم في واقعنا.. في من يطبلون لأولاد زايد .. ماذا فعلوا؟ خلال عامين كانوا يستطيعون أن يحولوا عدن إلى جنة لكن لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات ولا يحزنون شوية رنج تقوم به إدارة فرع المخابرات التي يسمونها (الهلال الأحمر) لجدران بعض المدارس والسلام.. ومع ذلك نجد من هم في السلطة يسبحون بحمد المشيخة للحصول على الفتات ليسوقوا هم شعاراتهم لأن لديهم شعارات وأوهام أيضاً. أنا لم أتحدث عن السعودية لأنها غارقة في مستنقع الشمال وهناك من يفعل معها ما يتم فعله مع المشيخة في عدن مع الفرق أن المشيخة تطاولت كثيراً.
لو أن الزبيدي في عدن يستهدف الإصلاح بحق لو لم نشكره لغضضنا الطرف عنه لكن مافيش إصلاح أصلاً .. إنصاف مايو ووحيد رشيد هاربين خارج البلاد.. الإصلاح هنا شماعة فقط لتصفية حسابات أخرى، وإلا كيف تقف موقف معادي للإصلاح وتتحالف مع هاني بن بريك الذي كان يقود القاعده في البريقة قبل أن يتحول إلى مناضل من طراز جديد. السلفيون الذي معكم -أقصد مع الميشخة فأنتم أتباع فقط- طيبون ومافيش منهم، لكن الذي مع الرئيس هادي دواعش وقاعده.. ليتكم تكفون عن المغالطات!!!
هادي ليس بريئاً من الأخطاء ولن ندافع عن أخطاءه ولكنه يمثل الدولة وأن كانت هشة وركيكة إلا أنها الجدار الأخير لكي لا يسقط هذا الشعب تحت براثن المليشيات وأمراء الحرب.
سيعود جنود المشيخة يوماً إلى بلادهم بعد أن يكون الخراب قد بلغ مداه.. لن يسلم أحد وسيقع المعبد على رؤوس الجميع وستكونوا أول الخاسرين.. أدرك أنكم لن تتعظوا لأن الصراع ضروري وسوق الشعارات حامي.
#صالح_الجبواني