------------------
تنويه
- أنا أستخدم الجنوب هنا كدالة جغرافية لا أكثر، لأن الجنوب الذي تشكل عام ٦٧ عاد لمكوناته الأولية ولم يعد من فيه أو عليه أو له يمثلوه في صيغة موحده بأي طريقة من الطرق، والواقع أمامكم.
- الفاشية التي يتطرق لها المقال قد تكون في منطقة، مناطق، محافظات، لكنها قوتها ومصدرها ومركزها بالتأكيد معروف.
الفاشيون بالطبيعة متعصبون، شوفينيون، يتكونون من رابطة أو عصبة فهم الوطن والوطن هم (جنوبنا) على وزن (إيطاليانا). يؤمنون بالعنف للوصول للسلطة، وحينما يصلون للسلطة يديرون الدولة بالقوة وليس بالقانون. يتوزعون المناصب فيما بينهم، والأراضي، والعقارات، والمصالح، ويقدسون زعمائهم حتى يحولونهم إلى أصنام يكادوا يعبدونها. الفاشي نرجسي لا يرى إلا نفسه، فهو محور كل شي، لا يقول إلا الصح، وعلى الآخرين إتباعه أو سيرميهم بكل نعوت التخوين بل وسيضعهم في السجون ويقتل منهم ما يشاء بدون محاكمات.
هذه هي الطبيعة العامة للفاشي والفاشيون في كل زمان ومكان. وإذا طبقنا هذه العلامات أو المميزات الفاشية نجدها قد تجلت بكل وضوح في فريق لا غيره في من يدّعون الوطنية والطهارة والآخرين مجرد (أغيار) في وطنهم.
الفاشية اليوم تتجلى في فريق يدعي أن الثورة والحراك ملك له (الجنوب حقنا) أو (جنوبنا)، ولديه نهم شديد للسلطة، حينما وصل إليها دفع بالآلاف من عساكره ومؤيديه ليمسكوا بخناق الحياة العامة في عدن. فتحوا المعسكرات لأتباعهم، ووزعوا الوظائف على أنصارهم، فتحوا السجون لمخالفيهم أو حتى من يشكّون فيهم مجرد الشك، حتى عادت حكاية زوار الفجر. فتحوا علاقة مع أبوظبي وتمردوا على الرئيس والحكومة، حتى أصبحوا دولة داخل الدولة.
أستغلوا ضعف الدولة، والشرعية المهلهلة، والرئيس الطيب، الحائر، المتردد، وأندفعوا بقوه للعمق. هاجسهم أستعادة السلطة التي فقدوها بوحدتهم مع عفاش ثم إعادة دولتهم النازية التي أذاقت الجنوبيين الويل وقتلتهم وشردتهم من وطنهم حتى أنني لما أرى اليوم مخيمات السوريين أتذكر مخيمات الجنوبيين في ٨٦ في البيضاء ومأرب.
هؤلا الفاشيون لا يملكون من الجنوب حتى 1,% ومناطقهم إمتداد للهضبة اليمنية نفسها جبال ومزارع قات لا أكثر ومع ذلك حينما تناقش أحدهم يقول: خليك مع الجنوب.. كن جنوبي.. هل أنت جنوبي!!! صاروا هم الجنوب والجنوب هم وعربونهم الشهداء فقط وهذه ميزه للأسف (طحست) عليهم بعد ظهور الإحصائيات الجديده التي تضعهم مثل غيرهم بل وأدنى.
للأسف هنالك شلة فاسده من أبين حول الرئيس، نتيجة لفسادها وإنحلالها وقلة بصيرتها ساهمت بوصول الوضع اليوم إلى ماهو عليه وصار جل ما يروم هؤلا هو نصيب معترف به لهم في عدن وكفى المؤمنين شر القتال. والله أستحي لما أسمع أن وزير الداخلية يجري بعد مدير أمن عدن يراضية.. قمة الهيانة وعدم أحترام النفس والموقع.
هذه الفاشية التي أصبحت واقعاً يُرى بالعين المجرده، عارية، فاقعة، لا يسترها شي تحتاج من الجنوبيين فقط الإنتباه وعدم تصديق الأكاذيب، فالجنوب الذي عرفتموه وتتخيلوه لم يعد قائماً البته.
هنالك مشروع الدولة الإتحادية اليمنية هو من يحقق العدالة والمساواة فقط.. مشروع الستة أقاليم والتي فيه عدن مثلها مثل صنعاء مدينة مستقلة بشئونها يديرها أبنائها، فلماذا تريدون العودة لتلك الحقبة السوداء. مهمتي ككاتب أن أضعكم أمام الحقائق وأنتم من يختار ويقرر فأنتم من سيصطلي بنار الفاشية.
#صالح_الجبواني