اليمن بين مكاسب الكبار وتضحيات الصغار

2017/03/17 الساعة 12:41 صباحاً

اليمن بين مكاسب الكبار وتضحيات الصغار
--------------------------------
الحرب في اليمن أساساً بين إيران والسعودية وما الأطراف اليمنية إلا أدوات في هذه الحرب، كل طرف منها يسعى لتحقيق أهدافه ومصالحه بأستغلال صراع الكبار على ساحة اليمن، ومن يقول غير ذلك أنما يتجنى على الحقيقة.
نعم حصل إنقلاب ضد الشرعية وتم وضع الرئيس والحكومة تحت الإقامة الجبرية. هذا حصل وهو أمر غير مشروع نهائياً لكن لو لم تتدخل السعودية كانت ورقة الشرعية قد طويت في الأيام الأولى للأزمة.
الإيرانيون ساهموا مساهمة فعالة وعبر المنظمات الشيعية العالمية، والجمعيات الخيرية، بل والدعم الإيراني الرسمي عبر السفاره مباشره، أو عبر بعثات الطلاب وربما التأهيل العسكري في بناء جماعة الحوثيين. كانت إيران تطمح أن تبني منظمة قوية جداً في صعده على الحدود الجنوبية للعربية السعودية، لتكون خنجر في الخاصرة السعودية، والإستخدام وقت الحاجة. في البداية لم يكن لدى الإيرانيون تصور أن منظمة الحوثيين ستسيطر على اليمن، لكن سقوط المخلوع عفاش ساهم في دفع الإمور إلى الذروه، وصولاً إلى الإنقلاب، وهكذا أكلت إيران اليمن على طبق من ذهب وبدون أدنى خساره تذكر.
فوجئت السعودية بما حدث وكان وقع الإنقلاب اليمني كالزلزال في الرياض، ولم يكن بد مما ليس منه بد. شكلت التحالف وبدأت القاذفات السعودية ودول التحالف تدك صنعاء.
بعد عدة أيام تكمل الحرب سنتها الثانية، وقد أكلت الأخضر واليابس. عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وتدمير البنية التحتية، وإنهيار جهاز الدولة، والأدهى من ذلك كله وصول ملايين اليمنيين لحافة الجوع والمجاعة.
أعتقد أن الحرب في طريقها لتحقيق هدفين عسكريين مهمين لتمهيد الملعب السياسي للتسوية القادمة، وهما:
- إنجاز تحرير الحديده
- تحرير أرحب
عند إنجاز هذين الهدفين، ستكون السعودية في وضع تستطيع فيه قبول تسوية سياسية تحفظ ماء الوجه، وتزيل الخطر الحوثي عنها. من الناحية الأخرى ستدفع إيران بالحوثيين نحو التسوية وقد أدركت أن لا السعودية ولا الغرب سيسمحون لها بإبتلاع اليمن بعد العراق وسوريا ولبنان.. سيقول الإيرانيون للحوثيين أو قد قالوها (تحادثوا مع السعودية وقوموا بتسوية الوضع معها) ومثل هذه الرسالة قد نقلها الرئيس رفسنجاني للسعوديين عبر عمان والكويت في زيارته الأخيره لهما.
يجدر بالرئيس هادي ترتيب الوضع في المناطق المحرره وخصوصاً في المناطق الجنوبية لكي تكون ورقته في التفاوض، لأن ما بيد الفريق علي محسن والإصلاح في الساحة الشمالية سيكون ورقة بيدهم تضمن لهم البقاء في المعادلة السياسية. ورقة هادي الجنوب، فهل الجنوب ورجاله مع هادي؟! هذا السؤال برسم الرئيس هادي نفسه!!!
#صالح_الجبواني