هذا كلامي شاهد علي فأحفظوه عني

2017/03/18 الساعة 12:19 مساءً
--------------------------- صباحكم محبة... الجماهير كما يقول جوستاف لوبان هي ماده خام قابلة للتشكل والتشكيل بناء على دوافعها الواعية واللاواعية. وبناء على تعريف كهذا لسيكلوجية الجماهير يستطيع أي زعيم ديماغوجي شعبوي كترامب أو لوبان تعبئتها ودفعها للمسار الذي يريد. هذا حدث إيضاً في عصر الإيدلوجيات الكبرى، النازية والشيوعية والقومية. هذه الجماهير نفسها التي رفعت هؤلا القادة الديماغوجيين وسارت خلفهم منقاده كما يقود الراعي القطيع دفعت ثمناً باهضاً لنزواتهم وعماها. في الجنوب كل قيادات الحراك هم بقايا من عصر إيدلوجي آفل، ومن أجل تحشيد الناس للقضية التي آمنا بها جميعاً أستخدموا نفس الأدوات الدعائية لذلك العصر وأصبح شيطنة الآخر حتى الثمالة، وتمجيد الذات حتى السمو هو ديدن تلك المرحلة.. كلنا شاركنا وأنا أولهم وكان هذا السلوك قبل التحرير رغم إجحافه إلا أنه مفهوم، لكن بعد التحرير والإستمرار بنفس الخطاب وأدواته أظهر عجزاً فظيعاً، وأظهر الحراك كعاقر وقياداته عقيمون لا ماء ولا كلاء.. هذا السلوك في عدم الإنتقال من الإيدلوجي للسياسي دفع لإنحدار القضية الجنوبية إيما أنحدار حتى أصبحت في الحضيض خصوصاً وذلك الخطاب بفعل الإستعجال على (لهف) الغنيمة قد أخذ القضية من الميدان الوطني إلى المربع المناطقي حتى لم يبق حول القضية وقد أصبحت في مربع المناطقية إلا المناطقيين أو الدهماء من غير المناطقيين والذين ينقصهم الفهم وتعوزهم الفطنة. السياسة سيل هائج متحرك والذي لا يتلائم ويتوائم مع المستجدات وفقاً للمصلحة الوطنية وينقاد كالأعمى خلف الشعارات والبروبوجاندا الكاذبة هو حيوان حفري أكثر منه إنسان سوي. لم يعد هنالك اليوم قضية جنوبية كما عبر عنها الحراك عند إنطلاقته في السابع من يوليو ٢٠٠٧ بل أضحت لدينا قضية سلطة، تسابق عليها قادة الحراك وأستغلوا المواقع التي شغلوها في السلطة والمحافظات التي صاروا على رأسها للدفع بمناطقهم للسياده عليها، وهنا أنكشفت الحقيقة عارية، ولم يصبح أمامنا نحن الذين كنا نسعى لوطن، وليس سلطة إلا أن نقف في وجه هذا المشروع المناطقي البغيض، كما وقفنا ولازلنا واقفين في وجه المشروع الطائفي السلالي. وقوفنا في وجه المشروع المناطقي لا يعني حمل السلاح ضده فقد شبعنا دم في الجنوب ولا يجوز للجنوبيين أن يتقاتلوا، بل الوقوف بوجهه سياسياً ودعم فيدرالية الأقاليم الستة لعلها تكون مرحلة مفيده لليمن كلها ويعود الطائفيون والمناطقيون إلى رشدهم أو أي منهما وحينها نستطيع أن نستمر أو نأخذ الخيار الذي يؤمن مستقبل أجيالنا. #صالح_الجبواني