.
---------
من الواضح جداً أن المشروع الطائفي للحوثيين وربيبهم عفاش يترنح تحت ضربات الجيش الوطني اليمني وقاذفات التحالف العربي، ولهذا السبب نجد في الفترة الأخيرة أصوات ترتفع من هنا أو هناك تصرّح بشكل واضح عن رغبتها في العودة للخلف، للشمال سوى كان الشمال الهادوي أو الجمهوري لكن في كل الحالات الطائفي، الذي يختلف فيه القبيلي ناهيك عن الهاشمي (اليمن الأعلى) عن الرعوي (اليمن الأسفل) في المكانة الإجتماعية والوظيفة وغير ذلك من مزايا التراتبية الإجتماعية للنظام الطائفي في الشمال منذ قرون طويلة.
علي البخيتي هو وبكل وضوح المندوب الخاص لعفاش في الخارج، وبهذه الصفة ينتقل من بلد إلى آخر، ويقابل القيادات السياسية والسفراء العرب والأجانب وينقل لهم رسائل عفاش، ويحمل منهم رسائل هذه الجهات لعفاش والطرف الإنقلابي في صنعاء، وبناء على هذه الحيثية التي لا تقبل الدحض يمكن قرأة المبادرة التي تقدم بها يوم أمس كما نقلتها بعض المواقع الألكترونية. نعم أنها مبادرة عفاش وأن تزيد فيها البخيتي ونثر بعض البهارات هنا وهناك، وعليه نطرح الملاحظات التالية:
- إنتقام عفاش تجاوز أنتقامه لثورة فبراير وأحزاب المشترك وهادي وعلي محسن الذين ساهموا في الإطاحة بحكمه وخلفوه، بل وصل لليمن ذاتها. يوحّد متى ما كانت الظروف مواتية له، ويجزّئ متى أفلت القياد من يده. عفاش يساوي نفسه باليمن نفسها فأما عفاش يسود وأما اليمن تتدمر وتتجزئ لا يهم.
- عفاش بعد تحالفه مع الحوثي بل وتماهيه معه حد التوحد في (الجندر) يثبت بمالا يدع مجالاً للشك أن العفاش مثلما كان الأب الروحي للقاعدة، فهو الأب الروحي للحوثي، ولهذا فالمبادره تطالب بالإنتهاء من التقليد والإبقاء على الأصل كطرف مؤثر وتتبعه كتل قبلية هائلة لا يمكن تجاوزه.
- البخيتي المتحدث بلسان عفاش يعتبر رئيس الجمهورية اليمنية المنتخب سلطة طفيلية لأن ليس له سيطرة على أي مكان حتى حاره أو مربع أمني لكي يعترف به، أما صناديق الإقتراع التي حملت أصوات سبعة ملايين يمني فليس لها قيمة في عرف الطائفي المليشاوي.
- البخيتي (عفاش) يتنكر لهادي وخدماته في (فتح) الجنوب ويعترف بعيدروس وشلال وبن بريك الذين يسيطرون على (الجنوب) وهنا ممكن نعرّف الجنوب (حق البخيتي)بكرتير والتواهي ومديرية الضالع بينما نصف مليون كيلومتر وخمسة مليون بني آدم خارج حسابات البخيتي عفاش.. أختزال ينم العقلية القبلية الطائفية الإستحواذية.
- يطالب بجلوس عفاش الحوثي وعلي محسن واليدومي لحل مشكلة الشمال بدون حياء ولا خجل في طائفية قبلية فاقعة. ياخي لو حشرت أسم العراده والمخلافي حشراًعلى الأقل لتجميل صورتك أمام الناس وأنت تتحدث عن صناعة السلام في اليمن والوحدة الوطنية للشمال.
- يقول أن عيدروس وشلال وبن بريك وهو يقصد هاني وليس محافظ حضرموت هم قادة الجنوب والإمارات تراهن الآن على هذا الإتجاه وهنا يتكشف السر الباتع للبخيتي عفاش في إستقبال الوحي الإماراتي عبر ولي العهد أحمد العفاش المقيم هناك في أزال دبي.
- يتحدث أن الأقاليم الستة تفكيكية وهو ينطق بلسان الحوثي عفاش التي تؤكد وفي كل مناسبة أن الشمال (حقنا) وهي نسخة متطابقة مع المشروع المناطقي في الجنوب عبر تيار (الجنوب حغنا). لذلك لا يقيمون أعتباراً لباقي خلق الله في ٩٠٪ من اليمن مساحةً وسكانا.
لا أريد المرور على كل الهذيان الذي تمخض به فأر عفاش فهو لا يستحق الرد ولن يجد هوى في الجنوب سوى في نفوس المناطقيين الذين أثبتوا وخلال سنتين من خلال أستحواذهم على السلطة في عدن أنهم لا يقلون بشاعة وإجرام عن الحوثي عفاش.
اليمنيون شمالاً وجنوباً حزموا أمرهم لهزيمة المشروع الطائفي شمالاً والمناطقي جنوباً والإتجاه نحو اليمن الإتحادي الجديد ذو الستة أقاليم والتحالف العربي إلى جانبهم والمجتمع الدولي يدعمهم وهذه الحرب بتكاليفها وتضحيات أبناء اليمن لن تذهب سدى والله غالب على أمره وغداً لناظره قريب.
#صالح_الجبواني