----------------------------------
منذ عامين على بداية عاصفة الحزم المباركة والمشروع الطائفي القبلي العسكرتاري الذي مثله عفاش-الحوثي يُفكفك، يُدمر، وستستمر العاصفة حتى لا يبقى له أثر بعد عين.. لكني هنا أود الإشارة إلى أن البنية التحتية سيُعاد بنائها، والناس الذين ماتوا في الحرب ستخلفهم أجيال جديده.. هذه سنة الحياة.. لكن المهم لدينا إقتلاع الفكره...
الفكرة المذهبية الطائفية سوى كانت حوثية أو قاعدية أو داعشية يجب أن تجتث من جذورها، ونرسخ في واقع اليمن فكرة الدولة المدنية، فكرة الشراكة، فكرة المواطنة المتساوية، فكرة أن الدين والمذهب قضية شخصية وأن الوطن للجميع.
في المقابل أزدهرت في الجنوب المناطقية، والمناطقية بطبيعتها عنصرية، فهي المعادل الطبيعي للمذهبية السلالية. المناطقية قبل الحرب كانت تتدثر وتتخفى تحت رداء القضية الجنوبية، ونتيجة للظلم الواقع على الجنوب من قبل عفاش ونظامة الإحتلالي، فأن المناطقية كانت تكرس نفسها بنكهة جنوبية، ونحن الذين كنا في قلب القضية الجنوبية، كنا نعاني من هذا المسلك كثيراً، ولكن كان علينا أن نصبر، حتى يرحل عفاش، ونظامه، وإحتلال عساكره.
عند بداية عاصفة الحزم، بدأت عملية التحرير من جيوش وعصابات عفاش-الحوثي، وما أن تم التحرير في المناطق الجنوبية، حتى خرجت المناطقية، وقد ظنت نفسها أنها قد تماهت مع الجنوب حد التوحد. فحينما ينتقد المرء قيادي مناطقي فهو في نظرهم ينتقد الجنوب، ويقف ضد الجنوب. وحينما ينتقد المرء ظاهره مناطقية، فهو في نظرهم ضد القضية الجنوبية، وخائن، وبياع، وهلمجرا من هذا الهذيان. المشكلة أن السلوك، والخطاب المناطقي، لازال يصدقه البعض من الجنوبيين، ويجري خلفه.
عاصفة الحزم بقدرما عملت ولازالت للقضاء على الإنقلاب الحوفاشي الذي يتمنطق بالمذهبية السلالية، فأنها وبكل أسف، أوجدت بيئة ملائمة لإزدهار المناطقية في الجنوب، وبل ودفع رموزها لتبواء مناصب قيادية.
اليوم وبعد مرور عامين على عاصفة الحزم، والجيش الوطني على أبواب صنعاء، لابد من تحقيق الهدف الرئيسي، وهو إسقاط الإنقلاب، ثم الإلتفات جنوباً لإسقاط المشروع المناطقي، لكن مع الأصرار في التمسك بالبديل للمشروعين الطائفي السلالي والمناطقي بالمشروع الوطني، الذي تمثله مخرجات الحوار الوطني بقيام دولة إتحادية يمنية من ستة أقاليم، تمثل وجه اليمن الجديد ومستقبل أبنائه، مالم فأن كل هذا العذاب، وهذه التضحيات، ستذهب سدى، وسيعود اليمن لنقطة الصفر، وهذا خيار حقاً مرعب ومخيف وفيه ستزدهر كل عوامل التدمير الذاتي، وسيطلق سلسلة من الحروب لا تنتهي وقد يأتي يوم نقول فيه كان هنا يمن.
#صالح_الجبواني
