------------
الإنسان يحتاج في حياته لهدف يسعى لتحقيقه، لرسالة يؤمن بها، ولو كان الهدف همٌّ، والرسالة وهم. الحقائق الباردة، الجافة في مجتمع محتاج لكل شي تقتلك، لأنها تضع حياتك التي لا معنى لها غير الإستمرار الغريزي كالحيوان، في وهدة وحشة هائلة، تأخذك ليأس قاتل.
لابد أن تخترع لك هدف، رسالة لتكون لحياتك معنى...
الحوثي أخترع لأنصاره مفاتيح الجنة ليدخلوها وهنالك التفاح على ضفاف الأنهار، فذهبوا يقتلون زرافاتاً ووحدانا في ميادين القتال.. كذب عليهم بوهم وصدقوه وذهبوا لينصره وهم يحسبوا أنهم ينصروا الله، والتفاح في إنتظارهم..
القاعده وداعش أخترعتا لأنصارهما، السبعين الحوراء لكل منهم، وكل منهنّ يتسربل بعدها سبعين وصفية، ليكون أجمالي العدد لكل منهم 4900 من حورية ووصفية، وحينما يطا أحدهنّ في المضجع يظل (الميل في المكحلة) سبعين سنة مما تعدون. هكذا ذهبوا الأنصار لنصرة الله وشريعته كما يعتقدون، والحوريات ووصيفاتهنّ اللواتي ينتظرنّٓ هنالك على ضفاف أنهار الجنة. صدقوا المساكين وتحملوا الرصاص والبارود ليقتلوا أهلهم بلا رحمة أو شفقة.
الظلم والقهر والحرمان بعد حرب 94 التي أنتصر فيها العفاش وجيوشه، أنتج القضية الجنوبية، وكانت عادلة بإمتياز، لكن بعضاً من أهلها، وخصوصاً تيار (حغنا) حولوها من قضية سياسية لقضية إيدلوجية، بمعنى أخرجوها من ميدان السياسة القائم على حساب المصالح بقياس الربح والخساره، إلى ميدان الإيدلوجيا (التعصب) فك الإرتباط أو الموت، لأننا لسنا بيمنيين، في إذكاء لعنصرية مقيته، وكراهية ليس لها مثيل. خسرت القضية عدالتها، وخسرنا سنين طوال من نضال أصبح بلا معنى إلا من الكراهية التي تحولت في الأخير الى سلاح نقتل به بعضنا البعض...
بعد الإنقلاب وخروج الشرعية في التيه، تخبطوا كأن ليس لديهم قضية، بعد إستقرارهم في الرياض أتفقوا أن قضيتهم إنهاء الإنقلاب ودفع التدخل الإيراني في اليمن، وكانت هذه قضية مبتوره، لأنها تدور في إطار الصراع على السلطة.. فهموا في الشهور الأخيرة أن الصراع أعمق، وأن الهدف أسمى، الصراع على مستقبل اليمن. نعم عادوا ليرفعوا رأية مخرجات الحوار الوطني، التي تعني اليمن الإتحادي الجديد بأقاليمه الستة وعند هذه النقطة أصبحت لديهم قضية حقيقية وبداء الناس بالإلتفاف حولهم.
قضية الشرعية، هي قضية المستقبل لذلك جعلتها قضيتي.
#صالح_الجبواني