الثورجي المقدس

2017/05/13 الساعة 05:48 مساءً

.
------------
الثورجي دائماً محكوم بتصورات وأوهام غبية معلقة في السماء، ليس لها نصيب من المصداقية، ولا تتلائم مع الواقع مطلقاً، لذلك حينما يمضي في طريقة لتحقيق أهدافه يدمر كل شي أمامه بإعتباره (كائن مقدس) يقوم بـ بنشاط ثورجي أسماه (الثورة) وهي (تحرك أو نشاط مقدس) كما يعتقد. هذه القداسة النابعة أصلاً من التصورات والأوهام الغبية التي كوّنها الثورجي عن نفسه، وعن النشاط الثورجي الذي قام به وأسماه الثوره تقود عند الإنتصار إلى الدكتاتورية المطلقة وعبادة الذات والفرد، لأن الثورجي (المقدس) يتحول إلى قائد (مقدس) وهنا يحصل الخراب. لتفادي هذه الحالة (الثورجية) يرى الفيلسوف الألماني نيتشه أن الإصلاح (reform) أفضل من الثورة (revolution) لأنّ الثورة قد تقذف بالإنسان إلى الخلف وترده إلى البربرية. 
ما جرى في عدن تجلي واضح للحالة (الثورجية) التي وصل إليها (الرفاق) هناك. فهم لم يضعواحساباً قبل إعلان مجلسهم  للعوامل التالية:
- حالة الحرب التي تعيشها اليمن، وقواعد وأسس عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل التي يقوم بها التحالف دعماً للشرعية اليمنية لإسقاط الإنقلاب وإستعادة الدولة اليمنية.
- قرارات الشرعية الدولية.
- عدم الإجماع الجنوبي، بل والنسيج المدمر نتيجة لما جرى خلال خمسين سنه ونيف حتى اليوم في الجنوب.
- توجهات حضرموت وفقاً لقرارات مؤتمر حضرموت الجامع.
- تأييد نسبة كبيره من سكان الجنوب للدولة الإتحادية ذات الستة أقاليم.
- أنعكاسات خطوتهم تجاه السعودية وسياستها في اليمن في هذه اللحظة والكل منغمس في الحرب.
- حال عدن التي تفتقر للماء والكهرباء والخدمات لكي تستمر الحياة، مابالكم بحشد الناس لهدف ليس له أدنى نصيب من النجاح، بل هوس ثورجي سوف يعود على عدن بنتائج سيئة جداً فوق ماهي عليه.
ولو جلسنا نحسب العوامل الكابحة لفعل كهذا، سنجلس نحسب للغد...
الثوارجة هم هكذا، وحالتهم حالة، أدخلوا الحزن والهم إلى كل بيت، وهدفهم السلطة والسلطة فقط لأن هذه المجموعة يصدق عليها قول الكاتب الإنجليزي جورج أوريل حينما قال واصفاً مثل هذه الحالة (السلطة لديهم ليست وسيلة وإنما هى غاية، لا يوجد من يؤسس دكتاتورية لحماية الثورة، ولكن يوجد من يقوم بثورة لتأسيس دكتاتورية)
#صالح_الجبواني