-------------
في الجنوب لم يعد لدى البعض وازع من ضمير، ولا ذره من خلق، ماذا يساوي الإنسان أن خان الأمانة (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا). نعم الإنسان حمل الأمانة وكان صنفين.. الأنبياء والصديقين، والعظماء من القاده، والمصلحين، والثوار الحقيقيين، هؤلا حملوا الأمانة، وتحملوا في سبيلها القهر والعذاب والموت وأدوها...
أما الفئة الثانية وهم الذين خانوا الأمانة كان نموذجهم (الأسخريوطي) و (أبو رغال)، لم يستطيعوا حملها، بل رموها على قارعة الفتات من الدراهم والدنانير.
إذا كان الزبيدي والخبجي وبكل صراحة - وأن خانوا القسم الذي أدوه أمام الرئيس عند تأدية مهامهم- إلا أنهم في جانب من الصورة يتسقون مع مواقفهم السابقة، لكن أحمد سعيد بن بريك وأحمد لملس الذين كذبوا علينا جميعاً وقالوا أنهم مع الدولة الإتحادية ذات الستة أقاليم، وبناء على هذا تم تعيينهم، فماهي الوجيه التي يقابلون بها الناس؟!!
كذبوا على الناس/خانوا أمانة القسم/ خدعوا الرئيس/ يعارضوا السلطة التي هم جزء منها وتلك لعمري لم تحدث في التاريخ.
أشفق على هادي فهو دائماً ضحية شبكة من العلاقات الفاسده حوله التي أتت بهؤلا وكثيرين غيرهم . يحتقروه في قرارة أنفسهم، وفي أول فرصة تتاح لهم أخرجوا سكاكينهم لتقطيعة وقلبوا له ظهر المجن. هادي يطيع تلك الشبكة التي تظن أن الولاء هو المعيار/ طيب حتى الولاء هنا ضاع. أختيار الرجال إذا لم يكن لوضوح التوجه، وصلابة الموقف، والأخلاص للقضية التي تحملها الدولة، فأن ما سواه سيؤدي إلى الخيانة كما حدث وسيحدث.
هادي طيب القلب والسريرة لكن إدارة الدول تحتاج مطبخ سياسي على قدر عال من الكفاءة، وليس شبكة علاقات فاسدة، كل يوم تضع الرجل في حفرة جديده.
لا يوجد أمام اليمنيين غير خيار الدولة الإتحادية ذو الستة أقاليم، وأي ألتفاف عليها، سيجد من يتصدى له من اليمنيين ونحن أولهم.
الستة أقاليم هي الحل الخلاق لمعضلة اليمن، والتسوية التاريخية بين مكوناته المتنازعه.
اليمنيون لن يظلوا رهائن بيد الطائفيين السلاليين الذين يمثلهم الحوثي-عفاش، ولا مع المناطقيين المهووسين الذي يمثلهم عيدروس الزبيدي-البيض. اليمنيون حسموا خيارهم في مؤتمر الحوار الوطني نحو الدولة الإتحادية ذات الستة أقاليم وسقط آلاف الشهداء في سبيل هذا الخيار، وليس هنالك من تراجع وأي تغييرات في قيادة الدولة يجب أن تخدم هذا الهدف، أما سلوك عفاش وثقافته وطريقة عمله في إدارة الدولة أوصلنا إلى هنا وسيدمر ما بقي في أيدينا من اليمن.
#صالح_الجبواني