-------------------------------
لم يعد الشمال شمالا، ولا الجنوب جنوبا، تغيرت أمور كثيره جداً، فقط هم مجاميع محدودة من البشر لا تزال تعتقد أن الزمن وقف عند نقطة معينة، وصنع في هذه النقطة الذي لم يصنع الحدادون جميعاً. يريدون أستعادة تلك اللحظة، قل الفترة، قل الدولة، قل أي شي يطفي لهب الوهم في أجوافهم المستعرة بالحقد والكراهية العمياء. لقد جرت في النهر مياه كثيره، وتغيرت أشياء كثيره، بعضها ليس محسوساً ولكنها تمثل التغيير الشامل والكامل هناك في العمق، في جوف المجتمع، في القلب منه.
من يقاتلون أطراف الليل وآنا النهار في الجنوب لإستعادة السلطة المناطقية هاهم أستعادوها، وبدأت صور ضحاياهم تترى، فهل هذا الجنوب الذي خرج من أجله الناس منذ السابع من يوليو 2007 حينما قاد النوبة جمعيات المتقاعدين العسكريين للمطالبة بحقوقهم وتحولت التظاهرة إلى أنتفاضة شعبية سياسية رفعت سقف المطالب الجنوبية.
من يقاتلون أطراف الليل وآنا النهار في الشمال لإستعادة السلطة الطائفية السلالية هاهم أستعادوها، وهكذا كان تدمير الدولة والجمهورية والثورة والوحدة في أطار حتى محافظات شمال الشمال نفسها ناهيكم عن باقي اليمن. أحرقوا ودمروا ونهبوا وقتلوا وهاهم يقفون اليوم على الأطلال يستميتون في الدفاع عن الخرائب.
إذن هذان المشروعان الطائفي السلالي والمناطقي أمامكم أيها الناس لا يسترهما شي، يتبديان في بغض وعنصرية قبيحة لا مثيل لها للشعب اليمني شمالاً وجنوبا. أيها الناس أن لم تنتظموا في صفوف الدفاع عن الثورة والجمهورية والدولة الإتحادية من ستة أقاليم فأن البديل جهنمي بكل معنى الكلمة شمالاً وجنوبا.
الفيدرالية من ستة أقاليم تمثل التوزيع العادل للسلطة والثروة، والعيش في دولة المساواة العادلة وهذا ما ناضل من أجله اليمانيون منذ عقود طويلة، واليوم الفرصة متاحة أكثر من أي وقت مضى والظروف مواتية لإنخراط الشعب من صعده إلى المهره في الدفاع عن هذا المشروع التاريخي الذي يشكل تسوية تاريخية عادلة لمشاكل اليمن المركبة.
لا تسمعوا لقصيري النظر والأفق أن يحبطوا مسيرتكم التاريخية لإنعتاق اليمن من المشاريع الماضوية والثنائيات القاتلة كالوحدة أو الموت أو الإنفصال أو الموت أو الشمال والجنوب.. لنخرج من هذه الثنائيات المسمومة لحيز اليمن الكبير الذي سينهض بأعمدته الستة نحو المستقبل.. لا طريق غير ذلك إلا الموت.
#صالح_الجبواني