الجنوبيون الذين لا يعترفون بهادي ولا بشرعيته هم أكثر الناس أستفاده منه، بفضله أسسوا جيوش، وصاروا مراكز قوى يتحكمون بالناس على الأرض، وهم من يتابع أخباره، وينتظر تعييناته بفارغ الصبر، وتصلهم عطاياه وقرارته.
نحن الذين نؤيد هادي ليس لنا علاقة به، أو تواصل معه ولسنا مستفيدين منه ولو بشق تمره كما يقال، حتى مرتباتنا مقطوعة.
الفرق بيننا وبينهم أنهم منافقين يقولون شي ويفعلون شي آخر، أما نحن فتأييدنا لهادي هو تأييد لهادي الرمز وليس هادي الشخص.
هادي الرمز الذي يمثل الشرعية ويمثل الدولة الإتحادية ويمثل الأقاليم الستة هو مهم بالنسبة لنا لأنه يمثل مشروع نرى فيه المستقبل لحل مشاكل اليمن ومشكلة الجنوب بالذات، ونجاح هذا المشروع هو نجاح شخصي لهادي وغيره الفشل.
لو عيّنََ أمس بدل المحافظين المقالين ثلاثه من مجلسهم الإنتقالي لم تكونوا لتسمعوا لهم صوت وهذا دليل على معادن هؤلا الكذابين المنافقين الذين جعلوا من قضية الجنوب قميص عثمان يتاجروا تحت رايته.
مشكلة هادي أنه هو من يصنع المشاكل لنفسه، يعين من يضع الخنجر في ظهره، ثم يدخل في صراع معه يستنزف الوقت والجهد والمال، وحينما يأتي بالبديل يأتي به بطريقة شخصية وتقييم شخصي، وما يلبث المعين الجديد أن تسيل الأموال بين يديه ويمد علاقاته بالتحالف حتى ينسى هادي، ولما يستدعيه هادي يغرس الخنجر بظهره، ويعود لدائرة الصراع ذاتها. لهذا السبب لم نر تقدم في المحافظات المحرره، ولن يكون هناك تقدم بهذه الطريقة.
المطلوب من الرئيس هادي أن يحشد أنصار الدولة الإتحادية والأقاليم الستة ليكونوا هم الدولة والشرعية إلى جانبه، لأن القضية لن يقاتل عليها إلا المؤمنين بها، أما توزيع المناصب كترضيات وكسب ولاءات فأن هؤلا سرعان ما يغدروا بالرئيس حسب المعتاد.
أنا لا أتحدث عن نفسي أبداً، ولكني أتحدث عن تيار الدولة الإتحادية والمؤمنين بها وهم كثر، وهم الجديرون بتحمل المسئولية، وليبقى الآخرون معارضه كما كانوا أيام عفاش، ولابأس أن يعودوا للمظاهرات السلمية وحرق الكفرات.
إذا ظلت الأمور على هذا المنوال ستضيع القضايا كلها قضية الجنوب والشمال وقضية اليمن والدولة وووو.. وستؤل الأمور لليد الإيرانية شمالاً وجنوبا وليس ذلك ببعيد.
#صالح_الجبواني