الإنتفاضة الشعبية التي دعا لها علي عبدالله صالح والتي تبِعها بإعلانه فض الشراكة مع مليشيا الحوثي الإنقلابية كشفت الكثير من الموالين له الذين كانوا يتوشحون بوشاح الشرعية، وكانت أجسادهم تقف في أرض الشرعية وقلوبهم وعقولهم معلقة به .
فبمجرد أن دعا علي صالح بإنتفاضة شعبية ضد الحوثة تداعى أولئك المؤيدين له المنظمِّين للشرعية سواءً من كان مع حزب المؤتمر أو من كان مستقل في جميع الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي بالترويج له ولدعوته بل وأعلنوا ولاءهم لعلي صالح بغير شعور من خلال حماسهم الذي برروه بأنه ينبغي الوقوف مع هذا الرجل الذي سيخلص الشعب اليمني من رجس السلالة الكهنوتية .
وكما يبدو لي بأن هؤلاء كانوا يعتقدون بأن عودة علي صالح ستكون مؤكدة فيما إذا نجحت الإنتفاضة الشعبية وإستطاع صالح القضاء علي مليشيا الحوثي الكهنوتية بمساعدة قوات التحالف، لأنه في هذه الحالة سيتحول من إنقلابي مخلوع عاث فساداً في فترة حكمه إلى بطل أسطوري، وبما انه كان محترف في حشد الآلاف من ذوي الألفين ريال سيدعوهم للإحتشاد في ميدان السبعين ليطالبوا بعودته رئيساً للبلاد والعباد .
لذلك نستطيع القول بأن دعوة علي صالح لَفِظَت أولئك المتقلبين والمتلونين وإنكشفت أقنعتهم ووثِّقَت لدينا الصورة الكاملة عنهم وعن ولاءهم، وبالتأكيد أن أسمائهم قُيِّدَت لدى حكومتنا الشرعية، وبالتأكيد أيضاًْ سيظهر الكثير غيرهم بعد ظهور أحمد علي صالح الذي سيكون خليفة والده وسيحذو حذوه طالما وأن دويلة الإمارات أحسنت ضيافته في أراضيها ولا زالت تستضيفه، وطالما أيضاً أن ثروة أبيه المنهوبة مودعةً في بنوكها، ونبوءتي هذه بدأت بوادرها تلوح في الأفق .
فليعلم أحمد علي صالح إن لم يحكم عقله ويفكر كيف سيثأر لوالده بإعلان ولائه المطلق وإنضمامه لشرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي فيعني ذلك أن خاتمته لن تختلف عن خاتمة أبيه، وأقول لمن بدأ يروِّج لأحمد علي صالح : فكما إخترت الجواد الهَرِم وراهنت عليه وتم التخلص منه وخسرت الرهان فكذلك ستخسر الرهان لإختيارك المُهر الضعيف الذي سيتم الإستحواذ عليه ومن ثم التخلص منه، وأنصحك بإختيار الجواد الأصيل ذو النفس الطويل طالما وأن السباق لم ينتهي بعد .
علي هيثم الميسري